حكم زيارة مدائن صالح، ان القرآن الكريم مليء بقصص الاقوام الغابرة الذين سكنوا في الارض على مر العصور والزمان، حيث ذكرهم الله عز وجل في كثير من الآيات الرآنية لايصال العظة والعبرة للعاقلين من الناس لكي يؤمنوا بالله عز وجل ويبتعدوا عن الشرك الذي سيؤدي الى أن يطالهم سخط الله عز وجل وعذابه في الدنيا والآخرة، حيث سرد القرآن الكريم لنا كافة التفاصيل حول الرسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى لتلك الاقوام وكيفية رفضهم وعدم تقبلهم للرسائل السماوية حيث أن القليل جدا منهم من آمن بالرسل واعتنق رسالة التوحيد، ومن تلك الاقوام الغابرة قوم سيدنا صالح عليه السلام الذين يطلق عليهم قوم مدائن صالح، حيث رفضوا دعوة النبي صالح السماوية وعلوا في الارض وافتروا وتجبروا فلعنهم الله وعاقبهم في الدنيا وهم في الاخرة من المخلدين في نار جهنم، وسنتكلم عبر المقال التالي حول حكم زيارة مدائن صالح.
محتويات
قصة مدائن صالح
أرسل الله عز وجل النبي صالح عليه السلام الى قوم ثمود لدعوتهم لتوحيد الله في العبادة ونبذ عبادة الاصنام والشرك بالله تعالى، حيث قوبل صالح عليه لاسلام بالرفض والتعنت والكفر والجحود برسالته السماوية، وفوق هذا طلبوا من صالح بأن يأتي لهم بآية تكون لهم دليلاً على صدق رسالته السماوية، وهي أن تخرج لهم ناقة حية من صخرة صماء ووضعوا لها صفات محددة، فدعا صالح ربه عز وجل بأن يؤيده بمعجزة إلاهية فاستجاب له الله سبحانه وتعالى وأخرج من بين الصخور الصماء ناقة صالح التي توافر فيها كافة اشتراطات قوم ثمود الكافرين، وبعد خروج المعجزة لم يؤمن برسالة صالح عليه السلام سوى عدد قليل من قوم ثمود وأما الباقي فقد استمروا على جحودهم وعصيانهم، فأوصى صالح قومه بأن يتبعوا اوامر الله بأن لا يقربوا هذه الناقة وأن يتركوها لكي تشرب من مائهم هي يوم وقوم ثمود يوم آخر واتفق معهم على ذلك لكي لا يغضب الله عز وجل عليهم، ولكنهم لم يأتمروا بأمر النبي صالح وخططول لقتل الناقة وفعلاً أجهزوا على ناقة صالح وقتلوها، فتوعدهم الله عز وجل بعذاب عظيم خلال أيام سيطالهم جميعاً فرحل صالح من قرية المدائن مع من آمن بالله عز وجل تاركاً خلفه قومه لينتظروا القصاص العادل من الله عز وجل، وفي أيام الانتظار التي توعدهم بها الله سبحانه وتعالى شعر قوم ثمود بالجريمة التي اقترفوها فأصفرت وجوههم وهم ينتظرون انقضاء الثلاثة ايام بوجوه سوداء وتحقق وعد الله فيهم فأنزل عليهم صيحة العذاب من السماء، فلم تذر منهم أحداً الا وعذبته ثم قتلته وجاء ذلك في القرآن الكريم من قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
حكم زيارة أماكن القوم المعذبين
منذ الازل والانسان يقوم برحلات استكشافية للآثار القديمة رغبة وفضولاً منه في استكشاف الحياة القديمة ونمطها وطبيعة العيش فيها للاستفادة من خبراتهم في الحياة قبلنا وأيضاً لقضاء وقت ممتع وشيق في مغامرة عبر التاريخ القديم تشبع فضولة الانساني الطبيعي، وأن من بين هذه المناطق الاثرية التي تكثر زيارتها في المملكة العربية السعودية هي مدائن صالح، لذلك يتساءل الناس حول الحكم الشرعي في زيارة أماكن الاقوام المعذبين من قبل الله عز وجل لكفرهم وصدهم عن التوحيد وعبادة الله عز وجل، والاجابة عن هذا السؤال المطروح تتوفر في ما طرحه اهل العلم من فتاوي مع الادلة الخاصة بها، حيث أصدر الحكم الشرعي القاضي بتحريم زيارة مدائن صالح أو التنزه فيها، حيث يمنع ويحرم على الناس زيارة الاماكن التي انزل الله عز وجل فيها سخطه وعذابه لأنها أماكن ملعونه من الله سبحانه وتعالى ويجب الابتعاد عنها واشاحة النظر عنها لكي لا يطالنا غضب من الله عز وجل والعياذ بالله من ذلك، ولكن ذهب بعض علماء الدين بجواز زيارة مدائن صالح لنقل رسائل العظة والعبرة من قبل الزائرين لغيرهم عبر ما رأوه من آثار العذاب واندثار للاقوام التي أغبت الله عز وجل ففي ذلك رسائل لموعظة الناس وحثهم على التوحيد والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 لا تَدْخُلُوا علَى هَؤُلَاءِ المُعَذَّبِينَ إلَّا أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فلا تَدْخُلُوا عليهم، لا يُصِيبُكُمْ ما أصَابَهُمْ).
لنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة، فما حاجتنا للنظر الى حياة الاقوام الكافرة الغابرة ونحن نمتلك نبي الرحمة الذي حببنا في ديننا الحنيف وحثنا على التمسك فيه عبر تطميعنا بالاجر العظيم الذي ينتظرنا عند الله عز وجل في جنة عرضها السماوات والارض وكرهنا في استجلاب غضب الله علينا عبر ايصاله لفكرة دخول عذاب نار جهنم في حال رفضنا لتوحيد الله سبحانه وتعالى في العبادة وإفراده بذلك، كون جهنم هي عاقبة كل كافر وجاحد في هذه الدنيا كمدائن صالح الذين عذبهم الله في الدنيا ولهم في الآخرة أيضاً عذاب عظيم في نار جهنم مخلدين فيها، و حكم زيارة مدائن صالح هو حرام الا في حالة وجود غرض مثل نقل العظة والموعظة من مكان العذاب.