ما سبب نزول سورة عبس، أن الله عز وجل قد أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، والذي يعتبر هو معجزة الله الخالدة في الأرض، ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم يتضمن على الكثير من السور القرآنية، والتي أنزلها الله عز وجل على النبي عليه الصلاة والسلام، وبعض من هذه السور تصنف على أنها سورة مكية، والبعض الآخر يتم تصنيفه على أنها سورة مدينة، ومن ضمن السور القرآنية التي أنزلها الله عز وجل على نبي الله محمد عليه السلام هي سورة عبس، وهي من السور التي تتضمن على مجموعة من الأحكام الشرعية، وكان من نزول سورة عبس سبب خاص، وفي هذا المقال سوف نتعرف على ما سبب نزول سورة عبس، وسوف نضع لكم معلومات هامة عن هذه السورة القرآنية.
محتويات
سبب نزول سورة عبس
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد اتصف بكافة الصفات الكريمة، فهو كان من أفضل وأطهر البشر الذين خلقهم الله عز وجل في هذا الكون، وقد ضرب الله تعالى المثل في أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال: ( وإنك لعلى خلق عظيم )، وعلى الرغم من ذلك إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام غير منزهه عن الخطأ، وهو كباقي البشر من الممكن أن يقع في الخطأ، ولكن الأخطاء التي يقع بها عليه الصلاة والسلام لا تنمٍ عن أي نقص فيه، ومن ضمن الأخطاء التي وقعت بها عليه الصلاة والسلام، هو صدوده عن الأعمي عبد الله بن مكتوم، وهو أحد الرجال الذين كانوا يعيشون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يعتبر رجل أعمى لا يبصر ما يدور حوله، وفي يوم من الأيام جاء عبد الله بن مكتوم إلى النبي عليه الصلاة والسلام من أجل أن يعلمه أمور الدين الإسلامي، وفي ذلك الوقت كان النبي عليه السلام يدعو مجموعة من كبار قريش، وقام النبي عليه الصلاة والسلام بصد عبد الله بن مكرم أكثر من مرة، وقد أصر عبد الله بن مكتوم من مقابلة النبي عليه السلام، وهو كان لا يعلم أنه يدعو مجموعة من كبار قريش، ومع الإصرار الشديد من عبد الله بن مكتوم فتضايق النبي عليه الصلاة والسلام منه، وفي ذلك نزلت سورة عبس، حيث أن الله عز وجل في هذه السورة القرآنية عاتب النبي عليه الصلاة والسلام لمعاتبته على عبوسه، وبعد نزول هذه السورة القرآنية أكرم النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن مكتوم بأحسن أنواع الإكرام، وأصبح يناديه عندما يراه:”مرحباً بمن عاتبني فيه ربي”.
فضل سورة عبس
تعتبر سورة عبس هي من ضمن السور التي أنزلها الله عز وجل على النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك من أجل معاتبته على العبوس في وجه الرجل الأعمى عبد الله بن مكتوم، وبالنسبة لفضل سورة عبس، فإنه لم يرد أي من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تتحدث حول فضل سورة عبس، ولكن لها فضل عام كباقي السور القرآنية، حيث ان قراءة سورة عبس له أجر الحرف بالحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وفي فضل سور عبس ذِكر عمر بن الخطاب لها في معرض تساؤله عن معنى كلمةٍ في السورة: “قرأ عمرُ بنُ الخطَّابِ “عَبَسَ وَتَوَلَّى” فلمَّا أتى على هذهِ الآيةَ “وَفَاكِهَةً وَأَبًّا” قال: عرَفنا ما الفاكِهَةُ، فما الأَبُّ؟ فقال: لعَمرُك يا ابنَ الخطَّابِ إنَّ هذا لهوَ التَّكَلُّفُ”، وهناك الكثير من الأفراد الذين يتناقلوا أن سورة عبس تمكن من فك السحر وطرد المس، وهذه الأقوال ما هي إلا اعتقاد خاطئة ولا يجوز الأخذ بها، وذلك لعدم وجود دليل شرعي يدل على ذلك.
معلومات عن سورة عبس
تعتبر سورة عبس هي من السور المكية والتي أنزلها الله عز وجل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء تواجده في مكة المكرمة، ومن الجدير بالذكر أن عدد آيات سورة عبس تبلغ 42 آية، حيث ان هذه السورة القرآنية تقع في الجزء الثلاثين من القرآن في الحزب التاسع والخمسين، ومن حيث الترتيب بين سور القرآن الكريم فإن رقم سورة عبس هو ثمانين، وأهم ما يميز سورة عبس عن باقي السور القرآنية أن آياتها هي قصيرة، كما أنها سهلة في الحفظ.
إن الآيات القرآنية التي اشتملت عليها سورة عبس تحدثت عن قصة الرجل الأعمى عبد الله بن مكتوم، والذي يُلقب ابن أم مكتوم، كما أنها اشتملت الحديث عن جميع أهوال يوم القيامة، وتضمنت الحديث عن أحوال المؤمن والكافرة في الآخرة، ومن الأمور التي تحدثت هذه الآية هو نعم الله عز وجل، ومن الجدير بالذكر أن سبب تسمية سورة عبس بهذا الاسم لأنها ابتدأت بالوصف الشرعي للفطرة، حيث أن الإنسان في طبيعته الفطرية عندما ينشغل في أمر ما ويأتي أمر أخر يشغله، فيقوم بصرف الأمر الأول، كما ان السورة هذه نزل من أجل معاتبة النبي عليه الصلاة والسلام، حينما انشغل بدعوة كبار المشركين للإسلام، ولم يجيب عبد الله بن مكتوم.
مواضيع سورة عبس
من أهم المواضيع التي قد جاءت في سورة عبس هو الحديث عن أمور العقيدة الإسلامية، والتي قد ترسخت في قلوب وعقول الصحابة، كما ان هذه السورة القرآنية تشتمل الحديث عن جميع الدلائل التي تدل على قدرة الله عز وجل، كما أنها تتحدث عن الدلائل التي تشير إلى وحدانيته عز وجل، ومن أهم المواضيع التي اشتملتها هذه السورة القرآنية هو الحديث عن أهوال يوم القيامة، والحديث عن خصائصه، كما أنها اشتملت على عتاب الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام بسبب صده للرجل الأعمى عبد الله بن مكتوم، وذلك بسبب انشغاله في دعوة كبار المشركين إلى الإسلام.