قصة غرق الدكتور حسام جمعة، تعتبر هذه القصة من القصص المؤثرة المبكية والغريبة، لما فيها من حكم وعبر،ومواقف، حدثت هذه القصة” قصة غرق الدكتور حسام جمعة” في عام 2006 في المملكة العربية السعودية، وقد رواها لنا الدكتور بعد نجاته بأعجوبة من الموت المحتوم، ليتخذ منها المسلمون المواعظ والعبر، و حتى يعلم الناس أن تدابير الله تعالى لا يفوقها تدبير، فالله تعالى قادر على كل شيء، وأن الله لا يرد عبدًا دعا الله من قلبه ليحفظه وينقذه من الشرور، فسوف نقص عليكم قصة غرق الدكتور حسام جمعة ونوضح لكم كل تفاصيل القصة، وكيف كانت عين الله ترعاه وتحميه طوال الساعات التي كان فيها بالبحر.
محتويات
من هو حسام جمعة
الدكتور حسام جمعة صاحب قصة الغرق العجيبة هو عضو هيئة تدريس بجامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر قصته من القصص المؤثرة جدا، فقد تناقلها الناس عبر سنوات طوال وذلك لادراك لطف وكرم الله تعالى بعباده، فهذه القصة يوجد بها مايكفي لادراك قرب الله من عباده وسماعه لهم ولدعائهم، فقد حدثت قصته في عام 2006م
غرق الدكتور حسام جمعة
قصة فيها من العبر و المواعظ ما يعجز عن ضربه في الطويل من الدهور، بعد ثلاثة شهور من الحادثة وبعد انتهاء القصة بسلام استطاع الدكتور حسام التقاط أنفاسه، فقد قام برواية ما حدث له، حيث أكد أن ما حدث يصعب على العقل البشري استيعابه وتصديقه، وفيما بعد بدأ الدكتور حسام جمعه بسرد قصة غرقه وبين تفاصيل الحادثة، قائلا: لقد اعتدت أن أذهب مع صديقي الى اغوص والصيد مرتين في الشهر، ففي هذا اليوم الذي كان من المقرر أن نذهب للبحر، لكن قد أنهيت عملي متأخرا، فكنت أخشى أن أؤخر أصدقائي، لكن أصدقائي انتظروني حتى أنهي عملي وأرافقهم في رحلة الغوص، التي اعتدت أن أذهب اليها منذو عام 1994م مع صديقي “طلعت مدني” ، فكان يرافقني ايضا صديقي الثاني، وهو فلبيني الجنسية، فقد ذهبنا للبحر كعادتنا، وقبل دخول البحر، وسجلنا في مكتب حرس الحدود وقت عودتنا، حسب توقعتنا في ذلك الوقت، الساعة 07:00 من مساء نفس اليوم ، وفيما بعد ذهبنا بالقارب إلى منطقه تسمى “منطقة الوسطانى” وهي تبعد حوالي 20 كم غرب جدة . ووصلنا الساعة 12:30 بعد منتصف النهار، فقد أنزلنا المرساة الأولى ولكنها لم تثبت، وذلك بسبب الأمواج إلا بعد عدة محاولات، وفيما بعد ووضعنا مرساة أخرى إضافية زيادة في الحرص، لانه قد وقع لي حادثة قبل عدة سنوات فكانت حادثة قاسيه، فقد انفصل فيها القارب عن المرساة، ولكنني بفضل الله تمكنت أن أصل إليه بعد 5 ساعات من السباحة المتواصلة، فبعد ما تأكدنا من أن المرساتين مثبتتين، نزلنا جميعنا للغوص، وهذا كان أحد الأخطاء الذي ارتكبناها لكن هذه هي مشيئة الله، فقد غلبتنا رغبتنا بأن نغوص معا في البحر، فالثقة الزائدة بالنفس منعتنا من أخذ الحيطة نظرًا لخبرتنا الطويلة بالغوص، وفي ذلك اليوم كان الموج قويًا، وكان الصيد وفيرا، وبعد مرور 40 دقيقه علينا ونحن نمارس هواية الغوص صعدنا إلى ظهر القارب لناخذ قسط من الراحة، فتأكدنا وقتها من ثبات المرساتين، ثم عدنا للغطاسة مره أخرى الساعة 03:30 ظهرًا وكالعادة طلبنا من أحدنا أن يغوص قريبا من المرساة، وبعد نصف ساعه وجدت أن المرساة مقطوعه فذهب صديقي طلعت لتأكد من المرساة فلم يجدها، لكنني لم استطيع الصعود لاعلى وذلك لحاجتي لبعض الوقت لتحقيق تعادل الضغط، و عند صعودي رأيت في وجهي صديقي طلعت، الذ كان من الواضح على وجهه الذعر، فأخذ يصرخ القارب !! حيث صار القارب على بعد 300 متر تقريبًا وقاربنا كان طوله حوالي 22 مترا، فبعدها أول ما بادر الى ذهني ماحدث معي قبل 5سنوات، وهنا كان خطأ الثاني وخدعتني مرة أخرى ثقتي الزائدة بالنفس، فالبحر مفتوح والأمواج قوية، فبدون تفكير وحرصا منى على أن أكسب كل دقيقه ألقيت بستره الغوص الطفوية واسطوانة الهواء والبندقية، وبدأت أبحر في اتجاه القارب بأسرع قوة وفى هذه الأثناء مر قارب صيد بيني وبين القارب فصرخت بأعلى صوتي لعلا أحدهم يسمعني ولكنهم لم يروني أو يسمعوني، فقد أكملت السباحة وكان الوقت 04:00 عصرا ولكن فيما بعد أدركت أن الموج مختلف، فبعد سباحة ساعة من الزمن، اكتشفت أن المسافة بيني وبين القارب ثابتة لاتتغير، و في تمام الساعة السادسة، أيقنت أن المهمة لن تكون سهله، لان مسار القارب قد تغير عدة مرات، وقد بدأت المسافة بيني وبين القارب تزداد، ولكني لم افقد الثقة، هذه المنطقة تخلو من الشعب المرجانية، أو القطع الصخرية التي يمكن أن يصتدم فيها القارب فاتمكن من الوصول اليه، فكان كل هدفي هو اللحاق بالقارب، وعلى الرغم من أن الشمس بدأت بالغروب والقارب مازال يبتعد إلا أن تجربتي الناجحة السابقة أمدت في حبل ثقتي الزائفة بنفسي فضاعفت قواي لألحق بالقارب، فجن الليل وابتلع الظلام كل أثر للقارب، هنا توقفت أنظر، استرجع وألوم نفس قائلا “ثلاث أرواح تذهب بسبب خطأ فادح كهذا”، وأخذت أنظر إلى “جدة” من على بعد وأنا في قلب البحر الأحمر أراها متلألئة مضيئة وكانت معالمها الواضحة ونافورتها أمامي تبعث في نفسي شيئًا من الطمأنينة، وأنا في قلب البحر لايسمعـني إلا الله ولا يراني إلا الله بدأت أناجي خالقي وأدعوا أن يُخرجني من كربي هذا.
دعاء حسام جمعة في عرض البحر
عندما أيقنى الدكتور حسام جمعة أن النجاة من الغرق شبه معدومة، توقف وأخذ يدعو الله أن يخرجه من هذه المحنة، فقد قال أن بينه وبين الموت شعرة، ومدينته جدة متلألئة بأضواءها و بعيدة بناسها ومبانيها وهو وحيد في عرض البحر لا يراه ولا يسمعه إلا الله عز وجل فأصبح يدعوه بأن يخرجه من هذه المحنة وأن يخفف عنه سبحانه وتعالى، فأخذ يرد “بإسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، وأخذ الدكتور حسام جمعة يكرر دعاء يونس عليه السلام الذي أخرجه الله من بطن الحوت، وأكثرت من دعائي ” باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السمع العليم”” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر ” فكانت هذه الأدعية هي طوق النجاة بالنسبة لي ، فلم يباغتني الذعر والخوف آنذاك فأنا نفسي في عجب من ذلك إلا أنها رحمة من الله ولطفه وسكينته التي تنزل على عباده، لم يكن هناك خوف، لكن كان لدي اعتقاد كامل لاشك فيه أن الله الكريم القوى العزيز سيخرجني من هذه المحنة، وأن المنظر المؤنس الذي أراه لمدينة جُـدة من على بعد سيقربه الله لي ويأخذ بيديَ لأصل إليه، هذه هي الثقة بالله العزيز الجبار.
الدكتور حسام جمعة ومحاولات الوصول إلى البر
كان لابد مني أن أستمر في السباحة، فالموج انذاك كان عالي، فالوقوف دون سباحة يعنى الغرق،فلم يكن لدي سترة سباحه تساعدني على الطفو فوق الماء، فكنت لأول مرة في حياتي أرى النجوم بهذا الوضوح وأرى القمر بازغـًا مؤنسـًا في تلك الليلة ولأول مرة في حياتي أشعر أننى لا أعدو أن أكون نقطة في بحر، فبدأت أستعيد يومي وأتساءل عن أصدقائي الاثنين هل تحركوا في اتجاهي، ام في أي اتجاه ذهبوا، بدأت اصرخ لعلهم قريبون منى ولكن لا أحد يجيبني، كنت أرى أنوار بعض الصيادين من على بعد ثم تأخذ بلأختفاء، فقد رأيت من على بعد نافورة جدة وبرجـًا ومبنى كبير، فقررت السباحة في اتجاه المبنى ولكن بعد ساعات من الجهد والسباحة وجدت أننى لم أحقق أي تقدم، حيث كانت المسافة بيني وبين المبنى ثابتة لا تتغير، فاتجاه الريح يأخذني نحو الميناء والذي فيه خطر على حياتي، وذلك لوجود السفن العملاقة في الميناء التي حتما ستسحقني إن دخلتُ تلك المنطقة، ولكنه إستمر بالسباحة حتى تمن من الوصل إلى السفن ليصيح أحدهم: أنت الدكتور حسام جمعة، لم يصدق نفسه وقال نعم فقال له أبشر فقد نجوت، حاولوا رفعي أولاً من يدي فسقطت من آلامي ثم ألقوا إلي سلماً وصعدت ولم أستطع الوقوف ولكني سجدت لله طويلاً، فقد فقال أحدهم إتركوه يسجد لله، فقد باغتني النوم وأنا ساجد لله، وعثر على أصدقائه يوم الجمعة الساعة السابعة صباحاً، وتم إنقاذهم فحمد الله كثيراً على ذلك، حيث كان قد نقل إلى المستشفى وتمت مداواته، ووجدوا أن حصوة الكلى قد إختفت، فشعر أن يد الله كانت تساعده طوال الوقت.
قصة غرق الدكتور حسام جمعة، إن قصة حسام جمعة مليئة بالعبر والمواعظ، حيث أن الإنسان مهما مر به يجب الا ينسى أن الله سبحانه وتعالى معه ويحميه ويسخر له كل ما في الدنيا لحمايته ورزقه،وأن الله قادر على كل شيء فلايعجزه شيء في الارض ولا في السماء، وقد أوجد حسام جمعة أن العديدين كانوا قد خرجوا للبحث عنه وإنقاذه من وسط البحر، فقصة غرق الدكتور حسام جمعة تعلم الكثير.