خطبة عن الدعاوى الكيدية مكتوبة

خطبة عن الدعاوى الكيدية مكتوبة، قام وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، بتوجيه رسالة لكافة خطباء المساجد والجوامع في دولة المملكة العربية السعودية، والتي يتم فيها إقامة صلاة الجمعة في مختلف المدن في المملكة، بأنه يتوجب عليهم تخصيص خطبة الجعمة القادمة الموافقة لليوم الثاني من شهر جمادى الآخرة لعام 1446هـ، حيث يجب أن تتضمن الخطبة الحديث عن الدعاوي الكيدوية وخطرها على الدولة والأفراد، وفي سياق هذا المقال سوف نقدم لكم خطبة عن الدعاوى الكيدية مكتوبة.

خطبة عن الشكاوي الكيدية مكتوبة

خطبة عن الشكاوي الكيدية مكتوبة
خطبة عن الشكاوي الكيدية مكتوبة

بسم الله والصلاة على رسول الله محمد بن عبد الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والذي أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

اتقوا الله يا عباد الله، واعلموا أن التقوى هي أساس صلاح الأعمال، كما ان التقوى هي ميزان التفاضل بين الناس، واعلموا أن هناك بعض من الناس الذين ضعف إيمانهم، وقست قلوبهم، وغفلت عقولهم، والذين ابتعدوا عن كتاب الله، والذين نسوا الحساب، والميزان، والصراط، والجنة والنار، والذين استهانوا في تقديم الدعاوي الكيدية، وهي الدعوى الكاذبة والتي يكون القصد منها هو إلحاق الضرر بالمدعي عليه، ويعتبر هذا الأمر هو من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي، وهو يعتبر من المنكرات العظيمة، كما ان الدعاوي الكيدية هي عبارة عن جرم قبيح، حيث أن الدعاوي الكيدية لها الكثير من الأضرار، ولعل من أبرز هذه الأضرار ما يأتي:

  • هي افتراء وكذب على شخص بريء، وهذا يعتبر من الأمور المنهي عنها في الدين الإسلامي، إن كان المدعي مسلم والمدعي عليه كافراً، فكيف يكون الأمر في حال المدعي مسلم والمدعي عليه مسلم أيضاً، فهي من الأمور التي لا تجوز في الإسلام، وذلك لقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}، وقال ﷺ: “إنَّ من أربى الرِّبا الاستطالةَ في عرضِ المُسلم بغيرِ حق” رواه أبو داود. وقال ﷺ “لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمُشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلُون لحومَ الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم”.
  • تعبتر الدعاوي الكيدية هي من أنواع الظلم، والله عز وجل في كتابه العزيز حرم الظلم، حيث قال الله عز وجل في الحديث القدسي الشريف: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا”. وقال ﷺ “الظلم ظلمات يوم القيامة”.
  • في الغالب يكون المراد من الدعاوي الكيدية هو أكل أموال الناس بالباطل، وحذر الله عز وجل في آيات القرآن الكريم من هذا الفعل، حيث قال عز وجل في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}
  • إن المدعي يستحق العقاب الشديد والعذاب، حتى وأن حكم القاضي لصحاله، حتى أن حكم القاضي لا يحل ما حرم الله عز وجل، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: «إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ بِهِ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ» متفق عليه.
  • أساس الدعاوي الكيدية هو الكذب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكذب: “إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار”
  • من الممكن أن تصاحب الدعاوي الكيدية شهادة الزور، وهي واحدة من أكبر الكبائر، والتي قد حذر الله عز وجل من الوقوع بها حيث قال عز وجل: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبار الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس وقال ألا وشهادة الزور)
  • إن الدعاوي الكيدية قد تجعل المدعي يقوم بالحلف كذباً، وهذا من الآثام والذنوب التي تقود صاحبها إلى نار جهنم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ، يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»
  • يعتبر المدعي هو شخص فاجر، والفجور يعتبر صفة من صفات المنافقين، والذين أعد لهم الله العذاب الشديد في يوم القيامة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ “.

بهذا تعتبر الدعاوي الكيدية هي من الأمور التي يجب الحذر منها وتجنبها بشكل كبير، والابتعاد عنها لما تتضمنه من أمور نهى عنها الله عز وجل، وحذر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي هي الكذب، الظلم، اتباع صفات المنافقين، والتي نعوذ بالله منها ومن أهلها، وأقول لكم قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، وجعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين المطيعين، وتمنياتي لكم بدوام الإيمان والقربة من الله عز وجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Scroll to Top