لم يقر مشركو العرب بوجود الله، هناك ثلاث انواع للتوحيد، يجب ان تتوفر لدى جميع المسلمين، والتي هي توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الربوبية يقصد به ايمان الانسان بأن الله هو رب كل شيء، وهو مالك كل شيء، فهو الذي خلق الكون بكل ما فيه، وهو الذي يرزق مخلوقاته، والايمان بأن الله هو المحيي والمميت، وهو الضار والنافع، اي الايمان بان الله هو القادر على كل شيء، بينما توحيد الالوهية يقصد بها توحيد الله بالأفعال، حيث يخصص الانسان عبادته وطاعته لله فقط دون غيره، ويقوم بكل العبادات التي يحقق فيها توحيد الالوهية، من صيام وصلاة وغيرها من العبادات المفروضة لله وحده، اما توحيد الأسماء والصفات فالمقصود بها الايمان بجميع اسماء الله وصفاته، ولكن مشركين العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية، ولا يقرون بتوحيد الالوهية وتوحيد اسماء الله وصفاته، وهذا الامر لا يجوز ابدا، وهنا سنوضح الأمور المتعلقة ب “لم يقر مشركو العرب بوجود الله”.
محتويات
موقف المشركين من توحيد الألوهية
كان مشركو العرب يقرون بتوحيد الربوبية ولا يقرون بتوحيد الالوهية، حيث كان هؤلاء المشركين يقرون بأن الله هو الخالق للكون ولجميع المخلوقات الموجودة فيه، كما كانوا يقرون بانه الرازق، والمدبر لكل شيء، والمحيي والمميت، فقد قال تعالى “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ”، وهذه الآية تؤكد ان مشركو العرب كانوا مقريين بان الله هو الخالق للسماوات والأرض، ويعلمون علم اليقين ان الله هو مدبر الكون والقادر على احياء الموتى، وهو القادر أيضاً على تحديد نهاية اجل مخلوقاته، ولكن توحيد الربوبية التي اقرها مشركو العرب لم يكن كافياً لان يدخلهم بالإسلام، وينجيهم من كفرهم وشركهم، لانهم كانوا ينكرون توحيد الالوهية، حيث كانوا يعبدون الاصنام، ولم يخصصوا العبادة لله عز وجل عمن سواه.
https://www.youtube.com/watch?v=kYYqyHDiQDg
لم يقر مشركو العرب بوجود الله، ولكنهم كانوا متيقنين بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت، فهم اقروا بتوحيد الربوبية، ولكن توحيد الربوبية الذي اقر فيه مشركو العرب لم يكن سبيلاً للنجاة من الشرك، لانهم كانوا يعبدون الاصنام، ولم ينفردوا بالعبادة لله، وهذا يؤكد عدم ايمانهم بتوحيد الالوهية، لذلك فهم عاشوا على الشرك وماتوا على الشرك أيضاً.