حقوق الزوجة على زوجها

حقوق الزوجة على زوجها خلق الله تعالى الانسان، واستخلفهم في الأرض لعمارتها وعبادته، وخلق من الانسان الذكر والأنثى، وأحل لهم الزواج من أجل أن يتكاثروا لتستمر الحياة على الأرض، فقال تعالى “ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك آيات لقوم يتفكرون”، كما نظم الله تعالى العلاقة بين الزوجان بأن وضع لهما مجموعة من الواجبات والحقوق التي يجب أن يقوم كل منهما بها، وسوف نتعرف الآن على حقوق الزوجة على زوجه.

حقوق الزوجة على زوجها

حقوق الزوجة على زوجها
حقوق الزوجة على زوجها

شرع الله تعالى العديد من الحقوق التي يجب على الزوج أن يكفلها لزوجته، كما هناك العديد من الحقوق التي يجب على الزوجة تأديتها لزوجها، ومن حقوق الزوجة على زوجها:

  • صبر الزوج على زوجتها وتجاوزه عن أخطائها، وعدم سبها وشتمها بالألفاظ القبيحة والنابية، فسيدنا محمد وفي خطبة الوداع قال: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا(.
  • تعليم الزوجة الأمور الدينية، والسماح لها بالدراسة والالتحاق بالندوات العلمية والدينية لتتعلم أمور دينها.
  • الوفاء للزوجة والاخلاص لها بأن لا يؤذيها في غيابها أو ينسى عشرتها في حالة الطلاق أو الموت، فقال الله عز وجل: (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير).
  • تجنب إيذائها بضربها بشكل مبرح أو خيانتها أو الاساءة إليها، فجاء أن أحدهم سأل الرسول فقال: (قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زوجةِ أحدِنا؟ قالَ أن تُطْعِمَها إذا طعِمتَ، وتَكْسوَها إذا اكتسيتَ، ولا تضربَ الوجهَ، ولا تقبِّحَ).

حقوق الزوجة المالية على زوجها

حقوق الزوجة المالية على زوجها
حقوق الزوجة المالية على زوجها

فهناك حقوق مالية متجددة  وغير متجددة يجب على الزوج أن يقدمها لزوجته، ولا يجوز له حرمانها منها، وقد حددها الشرع للمرأة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن هذه الحقوق:

  • الحق في المهر: فحق المرأة في المهر هو من الحقوق المالية الغير متجددة، والتي يجب أن يعطيها الرجل لزوجته، فالمهر هو عبارة عن حق مالي يجب أن يدفعه الزوج لزوجته حينما يعقد عليها، أو كما تم الاتفاق عليه بينهما، فجاء في قوله تعالى: ” واتوا النساء صدقاتهن نخلة”.
  • النفقة: يجب على الزوج أن ينفق على زوجته بحسب ما تحتاجه من نفقة، فإن بخل الزوج في نفقته على زوجته، أو قتر عليها، فأجاز الشرع لها بأن تأخذ من مال زوجها ما يسد رمقها ورمق أبنائها، حيث جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن قالت: (دخلت هندُ بنتُ عتبةَ، امرأةُ أبي سفيانَ، على رسولِ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام، فقالت: يا رسولَ اللهِ! إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ لا يُعطيني من النفقةِ ما يَكفيني ويَكفي بَنِيَّ، إلا ما أخذتُ من مالِه بغيرِ علمِه فهل عليَّ في ذلك من جناحٍ؟ فقال رسولُ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام: خذي من مالِه بالمعروفِ، ما يكفيكِ ويكفي بَنِيكِ.
  • والسكن والكسوة: فهذه الحقوق هي حقوق متجددة يجب أن يوفرها الزوج لزوجته بشكل متجدد، حيث من حق المرأة على زوجها أن يوفر لها الطعام والشراب وكافة الاحتياجات البيتية التي يحتاجها الانسان، كما يجب عليه أن يوفر لها البيت الذي يحميها من حر الصيف وبرد الشتاء، والعلاج وغيره، وذلك لقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)، كما قال تعالى في موضع آخر:” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف).

حقوق الزوجة غير المالية على زوجها

حقوق الزوجة غير المالية على زوجها
حقوق الزوجة غير المالية على زوجها

هناك أيضا العديد من الحقوق الغير مالية التي يجب على الزوج توفيرها لزوجته، لتدوم بينهما الحياة وتستمر، ومنها:

  • إعفاف الزوجة بالجماع: فيجب على الزوج أن يعطي زوجته حقها الشرعي في النكاح، مراعاه لمصلحتها وحقها به، وأيضا حفظا لفرجها من الحرام، فقال تعالى في لك ” فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله”، وجاء أيضا في قوله تعالى” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم”، وأيضا اشتملت السنة النبوية على بعض الأحاديث الدالة على أنه يجب على الزوج أن يعف زوجته بالجماع، حيث قال الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-: (وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان يكون عليه وزر؟ قالوا: نعم، قال فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر).
  • حسن المعاشرة: هناك حقوق معنوية يجب أن يؤديها الرجل لزوجته وهي حسن المعاشرة، وإكرامه لها ومعاملتها بالمعروف، وذكرها بشكل جيد أمام الأقارب والأصدقاء، ما يؤدي إلى زيادة الألفة والمحبة بينهما، والصبر على بعضهما البعض في مواجهة مراحل الحياة، فقال تعالى في ذلك: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)،

فمن يكرم زوجته إنما هو الرجل الرزين ذو الشخصية المتكاملة، بينما من يهينها فهو ذو عقل ونفسية مريضة، وإهانته لها إنما تدل على لؤمه، فورد عن عمرو بن الأحوص أن قال: (شَهِدَ حجَّةَ الوَداعِ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فحَمدَ اللَّهَ وأَثنى علَيهِ وذَكَّرَ ووعظَ ثمَّ قالَ استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ ليسَ تملِكونَ منهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ إلَّا أن يأتينَ بفاحشةٍ مبيِّنةٍ فإن فَعلنَ فاهجُروهنَّ في المضاجِعِ واضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ فإن أطعنَكُم فلا تَبغوا عليهنَّ سبيلًا إنَّ لَكُم مِن نسائِكُم حقًّا ولنسائِكُم عليكُم حقًّا فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يُوطِئْنَ فرُشَكُم من تَكْرَهونَ ولا يأذَنَّ في بيوتِكُم لمن تَكْرَهونَ ألا وحقُّهنَّ عليكم أن تُحسِنوا إليهنَّ في كسوتِهِنَّ وطعامِهِنَّ).

  • أن يعينها على طاعته ويشجعها على ذلك ويسعى لإصلاحها إذا شاهد منها ما لا يعجبه.
  • أن يلتزم في العلاقة الزوجية مع زوجته ما أمر به الشرع، ولا يجبرها على فعل المحرمات.

حقوق الزوج على زوجته

حقوق الزوج على زوجته
حقوق الزوج على زوجته

كما شرع الإسلام الحقوق التي يجب أن يؤديها الرجل لزوجته، كذلك هناك حقوق يجب أن تؤديها الزوجة لزوجها ومنها:

  • وجوب طاعة الزوج: فالله تعالى جعل القوامة للرجال على نسائهم، والرجال يشقون في العمل من اجل تحقيق القوامة لنسائهم ولألا ينقصوا عليهن شيء، لذلك يجب على الزوجة طاعة زوجها فيما يأمرها به أو ينهاها عنه.
  • أن تمكن الزوجة زوجها بأن يستمتع بها وفقا لما حدده الشرع: فيجب أن تطيع الزوجة زوجها عندما يطلبها في الفراش، ولا يجب عليها أن تمتنع عن ذلك، لأنه من المحظورات الشرعية والذي يوقعها في معصية الله تعالى، فعن أي هريرة قال: (قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح).
  • ألا تسمح الزوجة لأي ممن يكرهه زوجها بالدخول لبيته بدون إذن من الزوج، خصوصا إذا طلب منها الزوج ذلك.

وبهذا نكون قد أجملنا أهم حقوق الزوجة على زوجها، كما ذكرنا كل من الحقوق بالتفصيل، بالإضافة لذكرنا للأدلة الشرعية على هذه الحقوق.

Scroll to Top