ماذا يفعل الله بالربا؟، الربا في اللغة العربية تعني الزيادة في الشئ، وفي الشرع تعني الزيادة علي أصل البيع أو الدين دون وجه حق أو ما يزاد علي الأصل بعد مدة محددة من الوقت بدون مقابل، وفي كل الأحوال تظل هذه الزيارة تسمي ربا سواء كانت الزيادة في لحظتها أو بعد مدة محددة من الزمن، وقد اتفق علماء الأمة الإسلامية جميعاً علي تحريم الربا وخطورته، إلا أن بعضا منهم اختلفوا في بعضاً من فروعه وجزئياته، مثل اختلافهم حول تعريف الفائدة المصرفية إذا كانت ربا او أنها غير ذلك، ومع ذلك يظل السؤال المطروح دوماً، ماذا يفعل الله بالربا؟
محتويات
أنواع الربا
هناك اتفاق بين العلماء أن الربا نوعان وهما:
- ربا الديون أو ربا النسيئة، وهذا النوع من الربا كان منتشرا أيام الجاهلية، لذلك يطلق عليه البعض اسم ” ربا الجاهلية”، وهو زيادة مشروطة يأخذها الدائن من المدين مقابل الفترة الزمنية التي تُحدد لسداد الدين، وإذا ما قضي الأجل المتفق عليه دون تمكن المدين من السداد يتضاعف المبلغ أكثر وأكثر، وقد جاء ذكر هذا النوع من الربا في القران الكريم وكذلك ذكر تحريمه، لذلك فالبعض يطلق عليه ” ربا القرآن” أو “الربا الجلي”
- ربا البيوع، ويقال إنه أيضاً ربا السنة لأن تحريمه جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وينقسم ربا البيوع إلي قسمين: هما ربا الفضل وربا النساء.
ربا الفضل
ربا الفضل هو عبارة عن بيع المال بجنسه متفاضلاً، ويُعد أحد أنواع ربا البيوع. مثال علي ذلك بيع الذهب بالذهب متفاضلاً أي مع الزيادة، أو بيع درهم بدرهمين، أو بيع ريال بريالين، وهذا مال ربوي يعتمد علي زيادة أحد البديلين من نفس جنس المكيال أو الموزون.
ربا النساء
وهو بيع المال بجنسه أو غير جنسه، مثلا بيع دينار بعدة دراهم زيادة مؤجلة، وقد حرم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، روي أبي سعيد الخدري عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، فمن زاد أو استزاد فقد أربي، الأخذ والمعطي فيه سواء”.
مقاصد تحريم الربا
لو نظرنا لأحوال العالم المادية والاقتصادية في وقتنا الحالي لوجدنا أن السبب الحقيقي وراء الأزمات الاقتصادية المتتالية هو شيوع الربا وتعاظم قوة المرابين وسيطرتهم علي مفاصل الاقتصاد في كل مكان، وهم من أعطوا صكوك غفران قانونية لكافة المعاملات المالية التي تعتمد علي التعامل بالفائدة وبيوع الآجال، والبيع علي المكشوف، وغيرها من الاساليب والتسهيلات التي تقدمها تلك الفئة على أنها تسهيلات مصرفية، وكلما زادت التسهيلات زادت مخاطر الأزمة المالية التي جعلت المدينين غير قادرين علي سداد مديونياتهم، خاصة أن سعر الفائدة في ارتفاع مستمر، كل هذا الربا ادي الي تدمير القوة الإنتاجية وزيادة البطالة وارهاق الناس، ذلك كله ادي لخلق مجتمع مفكك ومنهار اقتصادياً، مما أدى إلي تفكك وانهيار منظومة الأخلاق في معظم المجتمعات، لذلك كان النص القرآني واضحاً وصريحاً بتحريم الربا لما له من آثار سلبية على المجتمعات والدول.
ماذا يفعل الله بالربا؟
قال الله تعالي: “يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم”.
يمحق الله الربا، أي أن الله عز وجل يُنقص ويُهلك مال الربا ويُذهب بركته، وقد ذهب البعض في تفسير ذلك أيضا إلي أن الله عز وجل لا يقبل من المرابين لا صدقة، ولا جهاد، ولا حج، ولا صلة.
ماذا يفعل الله بالربا؟ يمحق الله الربا، وقد حرم الله الربا لتحقيق الخير للإنسانية وليسود مبدأ التكافل الاجتماعي بين الناس في المجتمعات، ولتبتعد المجتمعات عن المادية والجشع والطمع. وقد توعد الله سبحانه وتعالى من يتعاملون بالريا بحرب من الله ورسوله.