ماهي صفات الانصار الذين ناصروا الرسول ودافعوا عنه وقدموا كل ما يملكون، وقاسموا المهاجرين بيوتهم ومتاعهم وأعمالهم، ولقد جاء ذكر الأنصار في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة وذلك لفضلهم ومكانتهم الكبيرة عند الله سبحانه وتعالى، وفي المقال سنتعرف على ما من هم الأنصار، وما هي صفاتهم، وفضل ومكانتهم عند الله تعالى، كل هذه الامور سنتعرف عليه في السطور القادمة.
محتويات
من هم الانصار
الأنصار هم أهل المدينة الذين فتحوا بيوتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكل من هاجر معه من أهل مكة الذين دخلوا الإسلام، ويطلق اسم الأنصار على أهل المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من الخزرج، وسليم، والأوس، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وجميع هذه القبائل يطلق عليهم الأنصار، والله تعالى أطلق هذا الاسم على كل من ناصر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وآواه في بيته من أهل المدينة.
ما هي صفات الانصار
لقد جاء ذكر صفات الانصار في القرآن الكريم، والتي سنوضحها لكم في النقاط التالية:
- سبق الأنصار إلى الإيمان والنصرة: لقد كان الأنصار من السباقين ومن أوائل الناس الذين آمنوا بالله تعالى وبكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد نصروه بكل ما يملكون من الغالي والنفيس، والله تعالى وصفهم في القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
- رضوان الله عن الأنصار ورضاؤهم عنه: لقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه رضى عن الأنصار وعن جميع أعمالهم حيث قال سبحانه وتعالى: ( رضى الله عنهم ورضوا عنه).
- حب الأنصار للمهاجرين: لقد كان الأنصار يحبون المهاجرين لانه تجمعهم علاقة الإيمان بالله واليوم الأخر، وكانت هذه العلاقة خالية من البغضاء والحق والكراهية، وهي علاقة آصرة وقوية أقوى من علاقة رابطة الدم وعلاقة النسب، وشهد الله تعالى لهذه العلاقة في قوله: (وَٱلَّذِینَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِیمَـٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ یُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَیۡهِمۡ وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمۡ حَاجَة)
- الإيثار عند الأنصار: تعتبر صفة الإيثار من الصفات التي يتميز بها المجتمع الإسلامي، ولقد كان الأنصار هم أكثر الناس إيثاراً، فلقد قدموا أموالهم وكل ما يملكون للمهاجرين الذين جاؤا إليهم وهم لا يملكون شيئا، وقاسموهم بيوتهم وأموالهم ومتاعهم، والله تعالى امتدحهم في قوله: (وَیُؤۡثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَة وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ).
- سلامة صدورهم: لقد كان الأنصار يحبون النبي حباً شديداً وكان صدورهم خالية من الحسد والغيظ والحزازة، والله تعالى أثنى عليهم حين قال: (وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمۡ حَاجَة مِّمَّاۤ أُوتُوا۟ وَیُؤۡثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَة).
فضل ومكانة الانصار
للأنصار فضل ومكانة كبيرة عند الله تعالى، وسنعرض عليكم الأدلة التي تبين فضل ومكانتهم العظيمة وهي كالتالي:
- قوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأنْصارِ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنْصارِ).
- أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل ومكانة الأنصار: (الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ).
إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام مقالنا، والذي من خلاله تعرفنا على من هم الانصار، وما هي صفات الانصار، كذلك بينا لكم فضل ومكانة الانصار عند الله تعالى كما جاء في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة.