اول شرك وقع في الارض، إن الفطرة السليمة التي فطر الله البشر -بنى آدم – عليها هي التوحيد، فقد خلق الله البشر لمقصد توحيده وعبادته وحده لا شريك له، وقد جاء على لسان الأنبياء والمرسلين في سورة الأعراف قوله تعالى: “اعبدوا الله ما لكم من إله غيره” حيث كان الأصل أن الناس جميعهم على فطرة الإسلام والتوحيد والإخلاص لله، وكانوا أمة واحد يعبدون إله واحد ولهم دين واحد عن أبي البشر النبي آدم -عليه السلام- واستمر ذلك إلى ما قبل عهد سيدنا نوح -عليه السلام- لكن متى كان اول شرك وقع في الارض.
محتويات
اول شرك وقع في الارض كان سببه
أول شرك وقع في الأرض كان سببه الغلو في القبور وذلك من قوم نوح، بعدها كان من كيد الشيطان ومكره بأن ظهر الاختلاف بينهم بتركهم اتّباع الأنبياء فيما أُمروا به من توحيد الله، فوقعوا في الشرك نتيجة لتعظيمهم الموتى، وانقسم قوم نوح إلى قسمين: موحدين، ومشركين، واستطاع الشيطان النفاذ إلى قلوبهم بأن بث الخلاف بينهم بجعلهم يبتعدوا عن اتباع الأنبياء ويعكفوا على قبور موتاهم، ثم برز كيد الشيطان بأن وسوس لهم بتصوير تماثيلهم، وما لبثوا أن أصبحوا يعبدوا هذه التماثيل من دون الله، وكان ذلك أول شرك وقع في الأرض، حيث تمثل شركهم في تعظيم الموتى، حيث يعتبر هذا الشرك الأرضي، وقد كان سيدنا نوح -عليه السلام- أول رسول أُرسل إلى المشركين فقد كانوا يعبدون تماثيل لأولياء الله الصالحين الذين كانوا فيهم وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا” [نوح: 23].
إن اول شرك وقع في الارض هو شرك قوم نوح، وذلك بعد موت قوم صالحين منهم وهم ودّا، وسواعاََ، ويغوث، ويعوق، ونسراً، وبعد موتهم عكف قومهم على قبورهم، ثم صوّروا تماثيل لهم وأخذوا يعبدون هذه التماثيل، ومن ثم انتقلت عبادة الأصنام إلى جزيرة العرب فقد كان عمرو بن لحُي أول من أدخل عبادة الأصنام إلى جزيرة العرب حيث كانوا على الحنيفية الإبراهيمية.