الفرق بين التعزير والقصاص، منذ أن جاء الإسلام عمل على حفظ حقوق الإنسان، وإن هذا الأمر لا يتم إلا بوجود العقوبات الرادعة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حقوق الغير، فهنا يُمكن أن تتحقق العدالة الإسلامية، لذلك كان هناك الكثير من العقوبات التعزيزية في ضوء قواعد الشريعة الإسلامية ومبادئها التي نصت عليها، وفي المقال سنتعرف على نوعين من العقوبات هما التعزيز والقصاص وهما من العقوبات التي نصت عليهما الشريعة الإسلامية للحد من افتعال الجرائم ولحفظ الدين، وحفظ المال والنفس.
محتويات
ما هو التعزيز
يرى علماء الإسلام أن التعزيز يشمل عدة تعريفات منها رأي الحنفية وهو التأديب بلا حد، أما المالكية فـ يرون أنه التأديب غير الموجب لحق الله تعالى أو لحق آدمي، بينما يرى الشافعية أنه التأديب على الذنوب التي لم يأتي بها الحكم الإسلامي، بينما الحنابلة توصلوا إلى أن التعزيز هو التأديب على ذنب لا حد فيه ولا كفارة، والتعزيز مشروع في الدين الإسلامي وذلك لمنع الفساد وإصلاح الأرض، ولقد جاءت الشريعة الإسلامية شاملة لجميع مجالات الحياة، ولقد أسندت لولي الأمر في تعزيز العقوبة، وتتجدد العقوبات التعزيزية كلما تجدد المكان والزمان والشعوب، وهنا يقوم ولي الأمر بوضع العقوبة المناسبة وفق ما يقتضيه الأمر مع مراعاة الأحوال والأقوال، ويوجد الكثير من الآيات القرآنية التي نصت على العقوبات الدنيوية والتعزيز كقوله تعالى: (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَة مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا. وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابا رَحِيما). سورة النساء.
ما هو القصاص
عرف علماء المسلمين القصاص أنه تلقي المجرم العقاب مثلما فعل، مثال القاتل يقتل، ويعتبر القصاص من العقوبات التي جاءت في الكتاب وتم تفصيلها في السنة النبوية، كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) سورة البقرة، والله تعالى وضع لكل أمر من أمور الاسلام حكمة ما، وتكمن الحكمة من القصاص في تحقيق المساواة بين الجريمة التي فعلها المجرم، والعقاب الواقع عليه وهو من جنس فعلته الشنيعة، وتشمل جميع العقوبات الإسلامية القصاص ما عدا الحدود، ومن القصاص ما تقدره الشريعة الإسلامية بالدم، ومنه ما يكون قائم على تعويض المتلفات، ومنه ما قائم على الدم، وأحياناً يترك مفتوحاً ويقدره ولي الأمر، والقصاص له عدة أنواع ويمكن أن نوضحها لكم في صورة مختصرة من خلال التالي:
- قصاص حسب نوع العقوبة، وهو ينقسم إلى قسمين: قصاص صورة، وقصاص معنوي.
- قصاص حسب نوع الجناية: وهو ينقسم إلى قسمين: قصاص في النفس، وقصاص فيما دون النفس.
- قصاص في غير القتل والجرح والقطع: وهو يشمل عدة أنواع مثل: القصاص في السب، القصاص في إتلاف المال، القصاص في العدوان العمد.
الفرق بين التعزير والقصاص
يوجد عدة فروقات بين كل من القصاص والتعزيز ولكي لا يختلط بينهما الناس، سنوضحها لكم من خلال النقاط التالية:
- التعزيز: غير محدد شرعاً، ويختلف في الناس على الجريمة الواحدة، ويسقط بالتوبة بعد أن يتم التحقق من ذلك، ولا يشترط في تنفيذه تكليف الجاني.
- القصاص: محدد شرعاً، الناس فيه سواء، ولا يسقط بالتوبة، ويشترط فيه تكليف الجاني.
إلى هنا نكون وصلنا إلى ختام فقرتنا والتي تناولنا فيها الحديث عن الفرق بين التعزيز والقصاص وهما من عقوبات الشريعة الإسلامية، والتي وضعت للحد من الجرائم ولحفظ الدين والنفس والمال.