يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوسام، هذه الأبيات من قصيدة وصف الحمى للمتنبي، وهو أحد شعراء العرب القدماء، وهو من أكثر شعراء عصره فصاحة وإتقاناً للغة العربية، حيث كان يتمتع بمكانة عظيمة بين شعراء عصره، وكان يُلَقب بأنه نادر في عصره وأوانه، بدأ المتنبي في نظم الشعر في سن صغير، حيث كان يصف الملوك والأمراء ويمدحهم في قصائده، إذ كان يتميز بالإبداع والفصاحة وطلاقة اللسان، وكان وما زال مرجعاً مهماً لكافة الشعراء من جيله ومن الأجيال التي بعده، لقد كتب المتنبي الكثير من القصائد والدواوين المشهورة، ومن الأمثلة على قصائده، قصيدة “وصف الحمى”، يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوسام.
محتويات
المناسبة التي قيلت فيها هذه الأبيات
كان المتنبي من شعراء البلاط في قصر سيف الدولة ابن حمدان، لكن تركه بعد تسع سنوات بسبب خلافات بينه وبين سيف الدولة، أشعلها الحاسدين، لجأ بعدها ليقيم في بلاط كافور الإخشيدي، الذي كان راضياً عن المتنبي بشكل كبير، لكن لم يستطيع مكافأة المتنبي للدرجة التي توقعها، وكان ذلك بسبب إحساس كارفور بأن المتنبي يميل كل الميل للعرب ويكره المماليك، فخاف كارفور أن يزيد في مكافأت المتنبي ويوليه إحدى الولايات، فيتنشق عن صفه ويسبب الفوضى في الولاية، وهذا الأمر شكل هماً وحزناً كبيراً للمتنبي، فأصبحت تنتابه نوبات الحمى التي تطرحه في الفراش، وفي يوم من الأيام عندما أُصيب بالحمى، قام بنظم قصيدة من الشعر متفاخراً في نفسه، وتطرق في القصيدة لوصف الحمى، قال فيها:
مَلومُكُما يَجِلُّ عَنِ المَلامِ
وَوَقعُ فَعالِهِ فَوقَ الكَلامِ
ذَراني وَالفَلاةُ بِلا دَليلٍ
وَوَجهي وَالهَجيرَ بِلا لِثامِ
فَإِنّي أَستَريحُ بِذي وَهَذا
وَأَتعَبُ بِالإِناخَةِ وَالمُقامِ
يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوسام
من الأبيات التي نظمها أبو الطيب المتنبي في قصيدة الحمى، التي وردت في كتاب لغتي الخالدة للمراحل الثانوية، في المملكة العربية السعودية للفصل الدراسي الثاني 1446، وفي شرح هذه الأبيات يصف المتنبي نفسه فيقول بأن العاقل يحب من يخلص في نيته وفي حبه، فمن أخلص في وده وحبه يخلص له، أما الإنسان الجاهل هو الذي يبحث عن الكمال والجمال، ويجهل أن جمال المظهر الخارجي ليس بالضرورة دليل على جمال الجوهر، وهنا كلمة الوسام كناية عن جمال الوجه والوسامة.
يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوسام، أحد الأبيات التي وردت في ديوان المتنبي، حيث يقول المتنبي بأن الإنسان العاقل يكون حبه على الصفا والود، أما الجاهل فيبحث عن جمال المظهر والوجه الحسن.