يادار عبلة بالجواء تكلمي شرح، يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي، هنا يخاطب عنترة بن شداد محبوبته عبلة، عنترة ابن شداد أحد شعراء الجاهلية، اشتهر عنترة ابن شداد بالمعلقات والقصائد الكبيرة، وكانت معظم قصائده في غزل محبوبته عبلة، حيث جمعتهما قصة حب معروفة حتى يومنا هذا، فقد كان عنترة ابن شداد من فرسان العرب، وعرف ببسالته وقوته هذا ما جعل والده يعترف بنسبه، بعد أن عاش سنوات طويلة في العبودية، ولهذا السبب كان يعاني من قسوة أبيه وعمه وابن عمه عمرو، وكان هذا عائقاً بينه وبين محبوبته عبلة، وقد قال هذه الأبيات مخاطباً محبوبته عبلة، وسف نتحدث فيما يلي عن يادار عبلة بالجواء تكلمي شرح.
محتويات
معلقة عنترة بن شداد
المعلقات من فنون الشعر الجاهلي، ونجد في المعلقات أجمل القصائد والأشعار، وجاءت تسمية المعلقات من وصفها، فهي عبارة عن قطعة من القماش تمت خياطتها وحبكها من الحرير، وكانت المعلقات تُرفع وتُعلق على ستار الكعبة، ويعتبر عنترة ابن شداد من شعراء المعلقات المعروفين، وتعتبر معلقة عنترة من أكثر المعلقات فصاحة، كتب عنترة العبسي معلقته من تسعة وسبعين بيت، وتناول عنترة مجموعة من الأفكار المتنوعة في كتابة هذه الأبيات، لكن الفكرة العامة والمسيطرة على كلماته هي الحماسة ووصف محبوبته عبلة، والخمر وفرسه العربي الأصيل، فقد قال في معلقته الأبيات التالية:
هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
يادار عبلة بالجواء تكلمي شرح
يادار عبلة بالجواء تكلمي من معلقة عنترة بن شداد، تتكون معلقة عنترة بن شداد من تسعة وسبعون بيت، تتحدث عن الحماسة والشجاعة والوصف، فقد كتب أبياتاً يخاطب فيها محبوبته عبلة، حيث يسأل عبلة عن حالها وعن حال أهلها، ويدعو لها بالسلامة والهناء في العيش، وفي شرح يادار عبلة بالجواء:
شرح وتحليل البيت:
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي *** وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
في هذا البيت يخاطب عنترة ابن شداد ديار حبيبته عبلة، وهي المكان الذي رحلت إليه مع أهلها، إذ يسأل عنترة دار عبلة الجديدة عن حال عبلة وما فعلته فيها بعد أن هجرت ديارها، ثم يستطرد ليرد التحية على ديار محبوبته عبلة ويدعو لها بالسلام والأمان.
الألفاظ والمفردات:
- يادار عبلة: هو المكان الذي رحلت إليه محبوبته عبلة.
- الجواء: المقصود به إسم المكان الجديد الذي تعيش فيه عبلة، والمعنى الحقيقي لكلمة الجواء هو الوادي.
- عمي: تحية أهل الجاهلية، إذ كانوا يقولون عمت صباحاً ومساءً، وهنا يرد عنترة التحية على محبوبته.
- اسلمي: يدعو عنترة لدار عبلة بالسلام والهدوء والأمان.
الجمال الأدبي في البيت:
- يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
يخاطب الشاعر الديار في هذه الأبيات، وهذا من أنواع الإستعارة المكنية، إذ يشبه الشاعر الديار بإنسان يخاطبه ويتكلم ليرد عليه.
- عِمِّي صَبَاحًا
استعارة مكنية يخاطب الشاعر الديار، إذ شبه الشاعر دار عبلة بإنسان يرد عليه التحية.
الأساليب الأدبية:
- أسلوب نداء: يَا دَارَ عَبْلـةَ، “يا” أداة النداء، “دار عبلة” المنادى، الغرض من النداء هو التمني.
- أسلوب أمر: أفعال الأمر “تكلَّمِـي، عمي، اسلمي”، الغرض من الأمر هنا الدعاء.
يادار عبلة بالجواء تكلمي شرح، يخاطب عنترة ابن شداد ديار محبوبته الجديدة، يسألها عن حال محبوبته عبلة، إذ يخاطب دار عبلة ويطلب منها أن تتكلم وتخبره عن محبوبته، ثم يُكمل ويدعو لديار عبلة بالسلام والهدوء والأمان، وهذه الأبيات من معلقة عنترة ابن شداد العبسي.