لماذا خص الرسول الشباب بالذكر، الشباب هم أمل الأمة وبناء المستقبل، شباب الأمة هم خيرتها ومصدر قوتها وعزها، الشباب أجمل مرحلة يمر بها الإنسان، وهي المرحلة التي تقع ما بين مرحلتي الطفولة والشيخوخة، فهي المرحلة التي تلي مرحلتي الطفولة والمراهقة مباشرة، حيث يصبح شاباً يافعاً يمتلك من القوة وبنية الجسم، ما يجعله قادراً على العمل والجد والمثابرة، من أجل الكسب الحلال وبناء حياته المستقلة، التي يعتمد فيها على نفسه ولا يكون عالة على المجتمع.
يجب أن نربي أبناءنا منذ الصغر على الأخلاق والتعاليم الإسلامية، حتى لا تعصف مفاتن الحياة بشبابنا المسلم، ويكبر قادراً على مواجهة المصاعب، وتهذيب نفسه وعدم الإنجرار وراء ملذات الحياة، وقد ذكر الله عز وجل الشباب في القرآن الكريم، فقال عز وجل: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً”، كما تحدث رسولنا الكريم عن الشباب في حديثه الشريف: “سبعة يظلهم الله في ظله……”، فلماذا خص الرسول الشباب بالذكر.
محتويات
حديث الرسول عن الشباب
روى أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال : ” سبعةُ يُظِلُهم الله في ظِلِه يومَ لا ظلِ إلا ظلِه ، إمامُ عادل، وشابْ نشأَ في عبادةِ الله ، ورجل قلبَه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه “.
تفسير الحديث الشريف:
في الحديث السابق تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن هول يوم القيامة وشدة الحر ولهيب الشمس الحارق، حيث لا يوجد مهرب من هذا الحر سوى رحمة الله، ينزلها على من يشاء من عباده، فقد اختار الله عز وجل سبعة من عباده، ليظلهم بظلال رحمته ويقيهم حر الشمس يوم القيامة، وهم:
- الإمام العادل، الذي يحكم بين الناس بالعدل ويحق الحق لأصحابه.
- شاب نشأ في عبادة الله، وهو الشاب الذي زهد في الدنيا، وابتعد عن شهوات الحياة الدنيا.
- رجل يحافظ على أداء صلواته في المساجد في أوقاتها.
- رجلان تحابا في الله.
- رجل دعته امرأة فقال إني أخاف الله.
- من يؤتي الزكاة ويتصدق على الفقراء، دون أن تعلم يساره ما قدمت يمينه.
- رجل يبكي من خشية الله.
لماذا خص الرسول الشباب بالذكر
هناك نوعان من الشباب، وهما الشباب الذي ينساق خلف أهوائه وشهواته، والشباب الملتزم في دينه ويتبع تعاليم الإسلام، ويكبح شهواته ودوافعه الغريزية تجاه متاع الحياة الدنيا، وقد خص الله تبارك وتعالى الشباب في الحديث الشريف، للأسباب التالية:
- الشباب هم مستقبل الأمة وعمادها، فصلاح المجتمع بصلاح شبابها.
- لأن الشباب لديهم القابلية على إتباع أهوائهم وإتباع الشهوات وملذات الحياة، لذلك جعل الله فئة من الشباب، يظلهم في ظله يوم القيامة، وهم أولئك الشباب الذين يستطيعون السيطرة على أهوائهم وغرائزهم، وهم من رواد المساجد، يحافظون على صلواتهم في أوقاتها، ويؤتون الزكاة ويربون الصدقات، شباب يحبون فعل الخير ويحبون الناس في الله، ويبتعدون عن المعاصي والفواحش، ويبكون من خشية الله عز وجل.
الشباب هم البناء الأساسي في المجتمع، فإن صلُح الشباب صَلُح المجتمع، وإن فسد الشباب فسد المجتمع، لذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم، على ذكر فئة الشباب، والإهتمام بهذه الفئة دون غيرها، فلماذا خص الرسول الشباب بالذكر، وكان السبب في ذلك هو أن الشباب قادرين، على اتباع الغرائز الفطرية والشهوات، واتباع مفاتن الحياة، فعلى الشباب مجاهدة النفس وتأديبها، والإبتعاد عن المعاصي وملذات الحياة الدنيا، والإلتزام بالعبادات والطاعات التي تجعله يقاوم شهوات الحياة.