كيف وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام، يعتبر سيدنا نوح عليه السلام من أنبياء الله تعالى الذين ذكرهم في القرآن الكريم، ولقد كان نوح عليه السلام مؤمنا بفطرته بوجود الله تعالى قبل أن يبعثه رسولاً على قومه، وكان كثير الشكر والحمد لله تعالى، والله تعالى حمله رسالة التوحيد لهداية الناس لكلمة الحق، وتحذيرهم من عبادة الأصنام، فخرج نوح عليه السلام على قومه ليهديهم من خلال دعوته فقال الله تعالى على لسانه: ” يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”
محتويات
كيف وقع الشرك في قوم نوح
قبل أن يبعث الله تعالى سيدنا نوح إلى قومه، كان هناك خمسة من الرجال الصالحين وهم أجداد قوم نوح، وبسبب حب القوم لهم وإخلاصهم، قاموا بصنع تماثيل لتمجيدهم وتكريمهم بعد موتهم، وكانت أسماء الرجال الخمسة الصالحين هم: ود، سواع، يغوث، يعوق، نسرا، وبعد مرور فترة من الزمن توفى من صنع ونحت التماثيل، فـ بدأ قوم نوح بنسخ قصص خيالية حول التماثيل، فقام إبليس باستغلال ذلك، ولعب في عقولهم بأن هذه التماثيل هي آلهة لها المقدرة على النفع والضرر، فأخذ الناس يعبدونها ويأخذونها كآلهة يتقربون بالعبادة لها.
أدلة وقوع الشرك في قوم نوح
لقد جاء في السنة النبوية حول وقوع الشرك في قوم نوح التالي:
- أول ما حدث في وقوع الشرك في قوم نوح حين قاموا بعبادة التماثيل الذين كانوا في السابق من الرجال الصالحين، فقد هيأ لهم الشيطان أنهم آلهم لهديم القدرة على منفعتهم وضررهم، واستكبروا عن دعوة نبيهم: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا).
- جاء على لسان البخاري رحمه الله، عن بن عباس رضي الله عنه، “هذه أسماء رجال صالحين من قومنوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت”.
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله في وقوع الشرك على قوم نوح: ” قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم، ثم قال رحمه الله: وقد تلاعب الشيطان بالمشركين في عبادة الأصنام بكل قوم على قدر عقولهم، فطائفة دعاهم إلى عبادتها من جهة تعظيم الموتي الذين صوروا تلك الأصنام على صورهم، كما في قوم نوح
ونستخلص من السابق كيف وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام، فقد اتخذوا الأصنام على صور الكواكب تؤثر في عالمهم المزعوم، وجعلوا لهم بيوتا وحجاباً وقرباناً، ولم يزل هذا في الدنيا قديماً وحديثاً.