من يفعل الخير لا يعدم جوازيه، تعد قصة هذه الابيات من اجمل القصص التي قد تمر علينا في حياتنا، حيث تحكي هذه الابيات قصة رجل كان يتميز بالصلاح والورع والتقوي، وكان هذا الرجل من اهل اليمن، وكان له أموال كثيرة من الزراعة التي كان يعمل بها، وكان من اكثر الناس تقديماً للصدقات، حيث كان دائم الانفاق على الفقراء والمساكين، كما انه بنى مسجد في قريته، ووضع سراج في هذا المسجد لينير هذا السراج للناس طريقهم في الليل، وبعد فترة حل القحط على ارض اليمن، وكان الرجل يحتاج للماء حتى يسقى زرعه، وبدا هو وأولاده بحفر بئر ليحصلوا على الماء من خلاله، وفي اللحظة التي كان فيها اباهم في قاع البئر تحكم البئر عليه، وظن أولاده انه مات، ولكن الرجل لم يمت، بل انقذه الله من الموت حيث سقطت من البئر خشبة قامت بحماية الرجل من حطام البئر، وجد الرجل في الكهف نوراً كالذي اناره للناس في اليل، ووجد طعاماً كالذي كان يطعم به الناس، وقضى في الكهف ستة أعوام حتى فكر أبناؤه بإعادة بناء البئر ووجدوا اباهم، ومن خلال مقالنا سنتعرف على كلمات قصيدة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه.
محتويات
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
قائل هذه الابيات الحطيئة، وهذه الابيات من اجمل الابيات التي يتم استسقاء العبرة والموعظة والحكمة منها، لانها تحكي قصة تؤكد على ان الخير الذي يفعله الانسان يعود له، وان المعروف لا يضيع يوماً، وان كل ما نقوم به لإرضاء الله يرد لنا بأضعاف ما قدمناه، وهنا سنضع لكم ابيات قصيدة الحطيئة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه،
وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً
في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ
عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ
وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ
ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ
لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم
يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي
وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم
كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي
وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ
لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي
فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ
كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي
لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم
وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي
أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ
أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ
ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ
جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ
مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ
دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي
وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ
سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ
قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم
مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه شرح
يبحث الكثير من الطلاب عن شرح قصيدة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه، حيث ورد فيها مجموعة من الكلمات التي يستوجب على الطالب ان يكون على معرفة بها، حتى يتمكن من فهم القصيدة فهماً كاملاً، وهنا سنضع لكم شرح قصيدة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه، مع توضيح معاني الكلمات:
- والله ما معشرٌ لاموا امرأً جنباً ** في آلِ لأي بن شماسِ بأكياسِ:
- جنباً معناها: الغريب.
- لقد مريتكم لو أن درتكم ** يوماً يجئ مسحي وإبساسي:
- المري: أن تمسح ضرع الناقة بيدك لتدر.
- الإبساس: دعاء الناقة، وهو أن يقول: بس بس.
- وقد مدحتكم عمداً لأرشدكم ** كيما يكون لكم متحي وإمراسي:
- المتح: استقاء الماء ببكرة.
- الإمراس: أن يزول الحبل عن مجراه من البكرة فيرد إليه.
- وقد نظرتكمُ إيناءَ صادرةٍ ** للخمسِ طالَ بها حوذي وتنساسي:
- الخمس: سير أربعة أيام.
- الحوذ: السوق قليلاً قليلاً.
- النس: السوق.
- التنساس: الترداد والتكرار.
- لما بدا لي منكمْ غيبُ أنفسكم ** ولم يكنْ لجراحي منكم آسي:
- الأسوُ: الإصلاح.
- أجمعتُ يأساً مبيناً من نوالكمُ ** ولا ترى طارداً للحرِّ كالياسِ:
- يروى: يأساً مريحا.
- ما كان ذنبُ بغيضٍ أن رأى رجلاً ** ذا فاقة حلَّ في مستوعرٍ شاسِ:
- مكان شاس، وشأزٌ: وعر.
- جاراً لقومٍ أطالوا هونَ منزله ** وغادروهُ مقيماً بين أرماسِ:
- الأرماس: القبور.
- ملوا قراه وهرتهُ كلابهمُ ** وجرَّحوهُ بأنيابٍ وأضراسِ
- هرته كلابهم: ضربه مثلاً.
- لا ذنبَ لي اليومَ إنْ كانتْ نفوسكمُ ** كفاركٍ كرهتْ ثوبي وإلباسي
- أي إن كانت نفوسكم لي كنفسِ الفارك – وهي المبغضة لزوجها – ضربه مثلاً.
- من يفعل الخيرَ لا يعدمْ جوازيهُ ** لا يذهبُ العرفُ بينَ اللهِ والناسِ.
- جيشٌ يظلُّ به الفضاءُ معضلاً ** يذرُ الإكامَ كأنهنَّ صحارى:
- الفضاء من الأرض: البارزة التي ليس فيها جبل.
- دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها ** واقعدْ فإنكَ أنتَ الطاعمُ الكاسي.
- وابعثْ يساراً إلى وفرٍ مذممة ** واحدجْ إليها بذي عركينِ قنعاسِ:
- أي إلى إبلٍ موفورة.
- مذممة: لا يعطى منها أحد شيئاً، ولا يمنحُ ولا يقرى منها ضيفٌ.
- والذمُّ في المعنى يقع على صاحب هذه الإبل الوافر.
- العركان مثل الضاغطين.
- قنعاس: شديد.
- الحداجة: مركب.
- قد ناضلوكَ فأبدوا من كنائنهم ** مجداً تليداً ونبلاً غيرَ أنكاسِ:
- أي لما رميتَ ورموا فلجوا عليك، وجاءوا بما لم تجئ به، كأنهم فاخروه فرجحوا عليه بآبائهم وأجدادهم.
- النكس من السهام: الذي جعل أعلاه أسفله.
- ما كان ذنبيَ أن فلتْ معاولكمْ ** من آل لأيٍ صفاةٌ أصلها راسي:
- الراسي: الثابت.
وردت قصيدة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه في كتاب لغتي الخالدة للصف الثالث متوسط، ويبحث الكثير من الطلاب عن معاني كلمات القصيدة وشرحها، حتى يستطيعوا فهم مضمونها، وقد تناولنا في مقالنا قصة قصيدة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه، كما قمنا بتوضيح شرح القصيدة كاملة وتوضيح معاني الكلمات التي تضمنتها.