هل الذنب مضاعف في الاشهر الحرم، إن الأشهر الحُرُم هي أربعة أشهر وفق التقويم الهجري، وهي على النحو التالي: شهر رجب، وشهر محرم، وشهر ذو القِعدة، وشهر ذو الحجة، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان” وقد قصد الرسول بقوله رجب شهر مضر الذي بين جمادي وشعباد، لتحديده بشكل لا يحدث فيه لَبس، وذلك لأن ربيعة كانوا يُطلقون على شهر رمضان شهر رجب ويحرمونه لأنفسهم، إن الحديث عن الأشهر الحُرم يضع المسلمين أما التساؤل التالي: هل الذنب مضاعف في الاشهر الحرم؟
محتويات
هل الذنب مضاعف في الاشهر الحرم
لقد حث علماء الدين المسلمين على الإقبال على الله بالطاعات وترك المعاصي والمنكرات في الأشهر الحُرم، وذلك لأن ارتكاب الذنوب والمعاصي في هذه الأشهر لهو أعظم خطيئة وأشد وزراً، فالأشهر الحرم هي: ثلاثة متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، والرابع شهر رجب – شهر مضر – الذي يأتي بين شهري جمادي وشعبان.
وقد أكد العلماء أن الأشهر الحرم قد ورد ذكرها في آيات القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعةٌ حرمٌ ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافةً كما يقاتلونكم كافةً واعلموا أن الله مع المتقين” سورة التوبة: آية 36.
وقد ذكرت كتب التفسير حول شرح وتفسير قوله تعالى: ” فلا تظلموا فيهن أنفسكم” على أن الظلم في الأشهر الحرم يكون عظيماً أكثر مما سواها وإن كان الظلم عظيماً في كافة الأحوال، لكن الله يعظم من أمره ما يشاء – سبحانه – فالله تعالى كما اصطفى من الناس الرسل اصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحُرُم ولذلك ينبغي على المسلم تعظيم ما عظّم الله.
كما أكّد العلماء على أن مضاعفة الثواب والعقاب في الأشهر الحرم استناداً للآية 36 من سورة التوبة، حيث يضع المسلمون القتال في الأشهر الحُرم إلا إذا تعرضوا للعدوان واضطروا للقتال والدفاع عن النفس، فالحسنة تتضاعف فيها كما تتضاعف السيئة، وقد أوضح العلماء أن تدية القتيل خلال الأشهر الحرم تكون مغلظة، وقد جاء الهدف من ذلك من أجل تمكين الحجاج والتجار والأفراد الذين لديهم رغبة في الشراء من الوصول بشكل آمن لأماكن العبادة وللأسواق التي يقصدونها والعودة منها بسلام وأمان.
وقد جاء في تفسير ابن كثير أن القيام بالذنوب والخطايا في الأشهر الحرم يكون أبلغ في الإثم، عدا عن أن ارتكاب المعاصي في البلد الحرام يُضاعف من الإثم والذنب والوِزر وذلك استناداً لقول الله تعالى: ” ومَن يُرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم” وذلك لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيكون العقاب مضاعف للسيئات والذنوب والآثام، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال»، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: “يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً”
الأشياء المحرمة في الأشهر الحرم
لقد حرّم الله – عزّ وجل – القتال في الأشهر الحرم، وقد كان لهذه الأشهر عظمة عند العرب قبل الإسلام، حيث يحرم فيها ارتكاب الذنوب والكبائر في عصر الجاهلية، وبعد مجيء الإسلام حرّم الله تعالى فيها القتال إلا لرد اعتداء، وهناك بعض الأشياء المحرمة في الأشهر الحرم نذكرها فيما يلي:
- لا يجوز القتلا فيها وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ) سورة البقرة : أية 217.
- تشديدُ حرمةِ الظلم فيها استناداً لقوله تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم) سورة التوبة: آية 36.
للأشهر الحرم فضل عظيم عند الله تعالى، ويجب علينا تعظيم هذه الأشهر كتعظيم الله لها، وذلك من خلال الإلتزام بصالح الأعمال واجتناب الآثام والكبائر، كانت هذه إجابة هل الذنب مضاعف في الاشهر الحرم، وما هي الأشياء المحرمة في الأشهر الحرم.