جاء الفتح الإسلامي لفلسطين زمن الخليفة، للقدس مكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، وجذورها ضاربة في التاريخ منذ زمن بعيد، وتعاقبت عليها الحضارات المختلفة، وكانت ملتقى التواصل بين قارات العالم القديم، ولا زالت القدس تحتفظ برمزيتها وقدسيتها وتشبتها بالبقاء بالرغم من كل ما مرت به من حروب ونكبات، ويكفي أن نقول أن القدس قد صمدت تمانية عشرة مرة عبر التاريخ وفي كل مرة كان يُعاد بنائها لتعود أقوى وأكثر اصراراً على الحياة، وقد كانت القدس منذ نشأتها قبل حوالي 6000 سنة محط أنظار العالم حتى يومنا هذا. جاء الفتح الإسلامي لفلسطين زمن الخليفة.
محتويات
القدس الإسلامية
للقدس أهمية دينية عند المسلمين خاصة، فهي من الرسالات السماوية الثلاث، وإليها أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وفيها عُرج به إلى السماء. ومنذ تلك الرحلة النبوية بدأت علاقة القدس والمسلمين، التي هي من أقدس المقدسات فكانت قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين بعد بيت الله الحرام والمسجد النبوي.
الفتح الإسلامي لمدينة القدس
كانت أول محاولات فتح القدس في السنة الثامنة للهجرة حين بعت الرسول صلى الله عليه وسلم جيش مكون من ثلاثة آلاف فرد بقيادة زيد بن حارثة، واشتبك جيش المسلمين مع جيش الروم في معركة مؤتة. والمحاولة الثانية حين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش آخر بقيادة أسامة بن زيد للانتقام لشهداء مؤتة بقيادة أسامة بن زيد، وبعد أن انتهت حروب الردة أمر الخليفة أبو بكر بتجهيز جيش كبير لتحرير القدس، وكان عدد جيش المسلمين يقدر بحوالي أربعة وعشرون ألف مقاتل، وخاض معارك عدة مع الروم أشهرها معركة اليرموك التي انتصر فيها جيش المسلمين على الروم، ثم تقدموا باتجاه القدس “إيلياء” وحاصروها.
جاء الفتح الإسلامي لفلسطين زمن الخليفة
اشتد الحصار على القدس في العام ٦٣٦م، وخرج بطريرك القدس إلى المسلمين يعلن الاستسلام بشرط أن يكون الاستسلام للأمير الأكبر الخليفة عمر بن الخطاب والذي جاء من المدينة إلى القدس ليستلم مفاتيحها وكان معه غلامه، فلما رأى بطريرك القدس عدل عمر في ركوبه لدابته مع غلامه قال قولته المشهورة “دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة”
لقد جاء الفتح الإسلامي لفلسطين زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأعطى أهل إيلياء عهداً سُمي بالعهدة العمرية.