صخرة المظلوم في اليمن، والتي تعبر عن إحدى القصص الواقعية التي حدثت في دولة اليمن، وتعتبر القصص والروايات من أقدم أساليب التواصل بين البشر، فهي تُجذب القارئ والمستمع إليها، أكثر من الانتباه لحديث أخر، وإن الهدف الأساسي من القصص هو أخذ الموعظة والحكم منها، ولقد كان القرآن الكريم أكبر شاهد على قصص الأولين، كذلك انتهج الرسل والأنبياء في دعوتهم أسلوب القصص قال تعالى: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وللقصص دور كبير ومؤثر في حياتنا، بسبب ما تحتويه من العبر والأحداث الواقعية التي تُجسد حياتنا، والتي لها دور كبير في تغيير أنماطها، وفي هذا المقال سنتعرف على إحدى القصص الواقعية التي حصلت في دولة اليمن بعنوان صخرة المظلوم.
محتويات
صخرة المظلوم في اليمن
تعتبر قصة صخرة المظلوم من القصص الواقعية التي فيها الكثير من العبر والحكم، ولقد وقعت أحداث القصة في منطقة القطن بوادي حضر موت في آوائل تسعينات القرن الماضي، والتي تدور أحداثها حول عامل مغسلة فقير يقوم بغسيل السيارات في منطقة القطن، وفي يوم من الأيام جاءه رجلان ذو سيارة نقل يطلبان منه غسيل السيارة وتنظيفها، فقام العامل بغسيل السيارة على أكمل وجه، وبعد فترة وجيزة جاء الرجلان يطلبان سيارتهما النظيفة، وعندما ركبا السيارة صاح أحدهما قائلاً “يوجد أموال لنا مسروقة من السيارة تقدر بمبلغ عشرة آلاف ريال يمني”، واتهما عامل المغسلة بفتح درج السيارة أثناء التنظيف بسرقتها، ولكن عامل المغسلة نفى ذلك، وقال لا يمكن أن يمد يديه على أموال أو أشياء لا تخصه، بعدها توجه الرجلان إلى مالك المغسلة يشكون له المظلمة الواقعة عليهم، والمتعلقة بسرقة أموالهما من السيارة، ولكن مالك المغسلة لم يتحرى الدقة، وصدق كلام الرجلان، وأمر العامل بأن يحضر المال المسروق، ومع الإلحاح الشديد على العامل ورغم نفيه بعدم سرقة المبلغ، إلا أنه ذهب للبيت وقام بتجهيز المبلغ كاملاً وسلمه إلى الرجلان، وفوض عامل المغسلة أمره إلى الله عزوجل.
وبعد أن أخذ الرجلان المبلغ انطلقا لتناول وجبة الغذاء مستمتعين بالشيء الذي حصل معهما، وكيف أنهما حصلا على مبلغ 10 آلاف ريال يمني دون مشقة أو عناء، غير مبالين لوضع عامل المغسلة والظلم والافتراء الذي وقع عليه بسببهما، بعدها ذهب الرجلان بجوار صخرة في منطقة منخر في ضواحي القطن، وذلك لتخزين القات مع أصحابه، وقاما بتوقيف سيارتهما أسفل منحدر الصخرة بعكس اتجاه جلوسهم، ولكن مشيئة الله تعالى كانت أكبر وأسرع في عقاب هذان الرجلان، حيث شاء القدر في أن تنزلق الصخرة من مكانها، وتقع عليهما وتسقر فوقهما، حتى تلفظا الأنفاس الأخيرة تحتها.
وبهذا السرد لقصة صخرة المظلوم اليمن نكون قد انتهيا من تقديم مقالنا، والذي من خلاله قدمنا لكم إحدى القصص الواقعية والتي حدثت في دولة اليمن، حيث فيها الكثير من الحكم والمواعظ، ومنها عدم الكذب والافتراء على الآخرين، وأن دعوة المظلوم مستجابة، وان عقاب الله تعالى واقع لا محالة، لذلك يجب على الإنسان أن يتقى الله تعالى ويجعل مخافته بين يديه، ولا يظلم عباده لأي سبب من الأسباب.