العمل في الزراعة من عمارة الأرض، لقد اهتم الدين الإسلامي بعمارة الأرض ورعاية الكون بشكل خاص، كما أولى الإسلام عمارة الأرض اهتماماً مشهوداً، فقد هيّأ الله -تبارك وتعالى- الكون وما به من أجرام سماوية وظروف وظواعر بشكل يوفر للإنسان الحياة المثلى، ثم استخلفه في الأرض ليبدأ بإعمارها على أتم وجه بما يُرضي الله وما فيه خدمة للبشرية والكون من حوله وذلك امتثالاً لقوله تعالى : {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } وذلك من سورة هود آية رقم 61، كما أن الله تعالى خلق الإنسان ليكون خليفة في الأرض، وقد أكدّت آيات القرآن الكريم على أن جُل ما يهدد استمرارية الحياة على الأرض هو سفك الدماء والإفساد فيها وذلك لقوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} وذلم مما ورد في سورة البقرة آية 30، وفي سياق دراسة عناية الإسلام في العمل يأتي سؤال العمل في الزراعة من عمارة الأرض، من أسئلة كتاب الطالب في مبحث الحديث من الدراسات الإسلامية من منهاج الصف الثالث المتوسط للفصل الدراسي الثاني.
محتويات
العمل في الزراعة من عمارة الأرض صح أو خطأ
- العمل في الزراعة من عمارة الأرض. عبارة صحيحة.
خلق الله تعالى الأرض وبسطها وجعل فيها مستقر للإنسان فيها، وأجرى على سطحها العيون والأنهار والينابيع التي تعتبر من مصادر الماء، كما أرسل من السماء الأمطار مدراراً فأنبتت في الأرض الزروع والثمار والعديد من النباتات، فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يستقر الإنسان في الأرض ويعمل على عماراتها بالتعمير والبناء والزراعة والعديد من الأنشطة المختلفة، وبهذا يُعتبر العمل في الزراعة من عمارة الأرض، وذلك وفق ما جاء في منهاج الحديث من الدراسات الإسلامية.
وقد حذّر الله تعالى من الإفساد في الأرض وسفك الدماء فيها كونه من أكثر الأمور خطورة وتهديداً للحياة على الأرض، فالإفساد هو ضد الإعمار، وقد كان ذلك من المخاطر التي استشعرتها الملائكة عند بدء الخلق، وقد تكرر التحذير من الإفساد في الأرض في عدة مواضع من القرآن الكريم من ذلك ما ورد في سورة المائدة آية 64 قوله تعالى : {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} وكذلك ما جاء في سورة البقرة آية 205 قوله تعالى : {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} وفي آية 60 من سورة البقرة لقوله تعالى : {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} وكذلك ما ورد في سورة الأعراف في آية 56 قوله تعالى : {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} وقد حرّم الله سفك الدماء وإراقتها بغير حق، عدا عن تحريم الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو على مالكيها .