لماذا سميت سورة الفتح بهذا الاسم، تعتبر سورة الفتح من سور القرآن الكريم المدنية، التي نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة النبوية، حيث نزلت في العام السادس بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وقد نزلت بعد نزول سورة الجمعة، تأتي في المصحف الشريف في الجزء السادس والعشرين من أجزاء القرآن الثلاثين، بلغت عدد آيات سورة الفتح تسعة وعشرين آية، تأتي سورة الفتح في المصحف الشريف بعد سورة محمد، حملت بداية سورة الفتح بشارة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بفتح مكة، عدا عن وعد الله للمؤمنين ووعيده للكافرين والمنافقين، بينما جاء في ختام السورة ثلاثة أمور تمثلت في أن النبي جاء بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكذلك أن النبي والمؤمنين رحماء فيما بينهم أشداء على الكافار، وأخيراً وعد الله المؤمنين الذين قاموا بالأعمال الصالحة بمغفرة الذنوب والأجر والثواب العظيم، وفي سياق ذلك يأتي سؤال لماذا سميت سورة الفتح بهذا الاسم؟
محتويات
سبب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم
لقد سميت سورة الفتح بهذا الاسم نسبة إلى فتح مكة الذي حققهم النبي والمسلمين، بعد منع كفار قريش لهم من أداء مناسك الحج في أعقاب يوم الحديبية، وقد جاءت تسمية سورة الفتح بهذا الاسم على لسان الصحابة -رضوان الله عليهم- ولم يُذكر لها اسم آخر، ومن الروايات التي جاء فيها ذكر سورة الفتح ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- أنّه قال: «رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ علَى ناقَتِهِ، وهو يَقْرَأُ سُورَةَ الفَتْحِ يُرَجِّعُ، وقالَ: لَوْلا أنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ حَوْلِي لَرَجَّعْتُ كما رَجَّعَ».
إن سورة الفتح السورة الثالثة من سور الجزء السادس والعشرين من أجزاء القرآن الكريم، حيث بدأ الجزء السادس والعشرين ببضع آيات من سورة الجاثية ثم سورة الأحقاف كاملة، ثم سورة محمد كاملة، ثم سورة الفتح كاملة، ثم سورة الحجرات، تليها سورة الحديد، ويُطلق على الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم جزء الأحقاف نسبة إلى سورة الأحقاف، أما عن سبب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم يرجع إلى فتح مكة الذي جاء في بداية السورة كبشرى للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدما أصابه وأصاب المسلمين من حزن لمنع كفار قريش لهم من دخول مكة لتأدية شعائر الحج، بعد حادثة الحديبية.