قصة مدينة النحاس كاملة، في العالم كله لم يكن معهوداً أن نرى مدينة قد شيدها أهلها من الذهب أو من النحاس بشكل كامل، إلا تلك المدينة التي يطلق عليها اسم مدينة النحاس، حيث يقال بأن كل مباني المدينة مشيدة من النحاس حيث بنتها الجن لسيدنا سليمان عليه السلام نبي الله تعالى، وحول مكان مدينة النحاس فرجح الكثيرون بأنها تقع في فيافي الأندلس في المغرب، وبأنها مدينة تطوان حالياً، والبعض الآخر رجح بأنها مدينة صفر بسبب لونها النحاسي، حيث تقع مدينة النحاس غرب المغرب على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عدة أمتار قليلة عن مضيق جبل الطارق، قصة مدينة النحاس كاملة.
محتويات
قصة مدينة النحاس كاملة
يقال بأن مدينة النحاس التي تقع في المغرب على سواحل البحر الأبيض المتوسط قد بنتها قبائل الجن لنبي الله تعالى سليمان عليه السلام، حيث قام عبد الملك بن مروان أمير المغرب بأمر موسى بن النصير بالبحث عن مدينة النحاس، وخرج موسى بن النصير معه الأدلاء لكي يدلوه على المدينة التي قطع في الصحراء أربعين يوماً من البحث عنها، وعندما اقترب من أرض واسعة ووفيرة المياه والأشجار والعيون وفيها من كل الحيوانات بدا لهم سور مدينة النحاس، ذات المنظر المهول الخلاب، فأمر موسى بن النصير رجاله بالبحث ما إذا كان هنالك أي أحد يعيش في مدينة النحاس، إلا أنهم لم يجدوا باباً للمدينة.
هل مدينة النحاس حقيقية
أدرك موسى بن النصير بأنه لا يمكنهم دخولها إلا عبر تسلق أسوارها الشاهقة ففعلوا ذلك، حيث قام رجال شجعان بتسلق سور مدينة النحاس وعندما وصلوا إلى اعلى السور انبهروا بما رأوه وضحكوا وألقوا بأنفسهم إلى داخل مدينة النحاس، وبعدها برزت من داخل المدينة ضجة وأصوات عالية استمرت إلى ثلاثة أيام انتشر فيها الفزع في قولب موسى بن النصير ورجاله، حتى سكنت تلك الأصوات فجأة، فنادوا على الرجال من داخل المدينة النحاسية ولم يجبهم أحد، وهنا أمر موسى بن النصير رجل آخر بأن يتسلق السور ويرى ما حدث لرفاقه وأن لا يلقي بنفسه داخل المدينة، وفعل الرجل الشجاع ما أمره به موسى بن النصير ولكن عندما صعد إلى الأعلى فعل ما فعله السابقون وألقى بنفسه إلى داخل المدينة، وهنا أيأس موسى بن النصير من الحصول على معلومات حول مدينة النحاس لأنه يسكن فيها الجن وقال بأنه ليس من الصواب بأن يفتح جباب مدينة حبس فيها النبي سليمان عليه السلام الجن لتمردهم، فأمر رجاله بالرحيل وسار عائداً إلى مدينته مع رجاله المتبقين.
المؤرخ ابن خلدون انتقد قصة مدينة النحاس كاملة واستبعد أن تكون قصة واقعية وذلك في كتابه (تاريخ ابن خلدون)، حيث أسرد التفاصيل التي توضح بأن هذه القصة غير واقعية استناداً للأمور الطبيعية ولخرائط الأماكن والمدن في تلك المنطقة، ولقد أيده في الرأي ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان).