الفرق بين الغيبة والبهتان، كونهما من الصفات المذمومة والتي لا تنم الا عن الخلق الدنيء الذي يتسرب لأخلاق الانسان فيشوهها ويشوه صورته امام الناس، والأشد ظلماً للإنسان ان اتباع طريق الغيبة والبهتان يشوهان صورته امام الله، وهذه الصفات من الصفات التي حذرنا منها الله وحذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم، لما تخلفه من اضرار وخيمة جداً على الفرد والمجتمع، فهي تؤدي لزيادة في سيئات مرتكبها، كما ان الغيبة والبهتان من أربى الربا، وتسبب افلاس صاحبها يوم القيامة، فلا يكون في رصيده خير أو حسنات يمكن من خلالها تجاوز العقاب والفوز بالجنة، كما ان هذه الصفات ليست من شيم المسلمين، ولكنها دخيلة على مجتمعاتنا المسلمة نتيجة لضعف الوازع الديني في قلوب الناس، فبدلوا تطلعاتهم للآخرة، وغرقوا في الدنيا وانكبوا عليها، ومن خلال مقالنا سنوضح الفرق بين الغيبة والبهتان.
محتويات
الفرق بين الغيبة والبهتان؟
الفرق بين الغيبة والبهتان ليس فرقاً كبيراً، حيث ان الغيبة والبهتان يحملان نفس المعنى، ولكن الغيبة تعني ذكر الانسان لأخيه الانسان في غيابه، سواء كان بما فيه من صفات أو أفعال، او بما ليس فيه، اما لو كانت الصفات والافعال الذي يتحدث عنها المغتاب في غياب صاحبها حقيقة فهي تنضم لمفهوم الغيبة، أما لو كانت غير حقيقي فهي تنضم لمفهوم البهتان، اي ان البهتان فيه كذب وافتراء على الانسان، وهذا بحد ذاته يترتب عليه الكثير من العواقب سواء في الدنيا أو في الاخرة، حيث أن صاحب الغيبة والبهتان يعيش طيلة حياته مذموماً من قبل الناس ومكروه مجلسه وحديثه، كما انه يسبب فتنة كبيرة في المجتمع، ويولد المشاحنات والمشاكل بين افراد المجتمع ظلماً وبهتاناً، ويخلف الضغينة والكراهية في المجتمع الذي يعيش فيه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً من الغيبة والبهتان: “يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته”.
من خلال توضيحنا الفرق بين الغيبة والبهتان، وجدنا أنهما يحملان نفس المعنى ولكن المختلف فيهما كون البهتان فيه افتراء وكذب، حيث لا يكتفي هذا الشخص بالحديث عن انسان اخر في غيابه، بل يتحدث أيضاً بالكذب والافتراء، فيكون قوله بهتاناً مجرداً من الحقيقة، وتترتب على هاتين الصفتين عقوبات شديدة يوم القيامة، ولا تنزل مغفرة الله على المغتاب الا بعد عفو الذي اغتابه عنه.