من قائل اكرموا عزيز قوم ذل، وهو مثل يتداوله الناس بشكل كبير، ويضرب في من كان صاحب مال وجاه، وسيد في قومه، فأصابته الشدائد ليذل ويهان، فقد أبدلت أحواله مصائب الدهر، وجعلته ذليلاً لا يقدر على العودة إلى سابق عهده، وقد قيلت هذه العبارة في حادثة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فمن قائل اكرموا عزيز قوم ذل، ومن هو عزيز القوم الذي كان يقصده قائل العبارة حينما قالها، وما مناسبتها، وفي أي سبب قيلت، هذا ما سنتطرق للحديث عنه في هذا المقال.
محتويات
من قائل اكرموا عزيز قوم ذل
يضرب هذا المثل بمن كان ذا عز وجاه وسيداً في قومه وأصبح ذليلاً بسبب نائبات الدهر، وقد كان حاتم الطائي سيدا في قومه، اشتهر بكرمه، وأخلاقه الحميدة، وجاء من بعده ابنه عدي، وقد كان أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قصة المثل هي:
- أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جنده إلى طي، بقيادة على بن أبى طالب رضي الله عنه، ففزع زعيمهم عدي بن حاتم الطائي ، وهرب إلى الشام، وكان حينها من أشد الناس عداوة لرسول الله، وأخذ الجند الغنائم والخيل والنساء، وأسروهم، وعادوا بهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وكان من بين الأسرى سفانة بنت حاتم الطائي، والتي وقفت بين يدي الرسول وقالت: يا محمد لقد هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني، ولا تشمت بسيد أحياء العرب. فأنا أبي كان سيد قومه، يفك العاني، ويقتل الجاني، ويحفظ الجار، ويطعم الطعام، ويفرج عن المكروب، ويفشي السلام، ويعين الناس على نوائب الدهر، وما أتاه أحد، ورده خائبًا قط، أنا بنت حاتم الطائي. فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: والله هذه أخلاق المسلمين، لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه، وقال اتركوها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، وفك أسرها هي، ومن معها، إكرامًا لخصال أبيها، وقال صلّى الله عليه وسلم: (ارحموا عزيزًا ذل، وغنيا افتقر، وعالم ضاع بين جهال).
- قائل اكرموا عزيز قوم ذل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
حاتم الطائي الذي اشتهر بكرمه، وأخلاقه الحميدة، وخلفه من بعده ابنه عدي والذي كان أشد عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجبنا في هذا المقال عن السؤال قائل اكرموا عزيز قوم ذل، وهو النبي صلى الله عليه وسلم عن عدي بن حاتم الطائي.