الفرق بين القضاء والقدر، الله سُبحانه وتعالى خالقٌ لهذا الكون وهو العليم بخفاياه وهو المُطلع على كافة الأمور التي تحدث في هذا الكون، كما أن الله عز وجل هو المُتحكم في تلك الأمور كافة، والله عز وجل جعل الإيمان بقضاء الله عز وجل وقدره أصل من أصول الإيمان بالله والتي يجب على المُسلمينِ الإيمان به، وكثيراً ما نسمع في الكتب الدينية عن مُصطلح القدر، ومُصطلح القضاء، ويتساءل الكثيرون عن الفرق بين القضاء والقدر، وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر عن مُصطلحي القضاء والقدر، وما هو الفرق بين القضاء والقدر.
محتويات
ما هو القضاء والقدر
الإيمان بالقضاء والقدر يعتبر ركن من أركان الإيمان، والذي لا يصح إسلام المُسلم إن لم يؤمن بهم، والجدير بالذكر أن الإيمان بالقضاء والقدر يتم تعريفه بأنه هو التصديق الجازم والذي يكون مُنافي للشك، هو الذي تُقوم عليه العقيدة الإسلامية، والفرق بين القضاء والقدر هو أن القدر يعني تقدير الله عز وجل لما سوف يكون عليه خَلقهِ، والقدر يشمل على الكون وما يحتويه من كائنات سواء كانت حية أو غير حية، بينما يُعرف القضاء بأنه هو تنفيذ الله عز وجل لما قام بتقديره، ويتوجب التنويه هنا إلى أن القضاء والقدر يتضمنا عنصريّ التقدير والتنفيذ معاً، والإيمان بالقضاء والقدر من الأمور الواجبة على المُسلمينِ، كونه ركن من أركان الإيمان بالله، وهناك الكثير من الأدلة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر من القرآن الكريم، ولعل من أبزرها قول الله عز وجل: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)، و قوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا)، ومن تلك الآيات يتضح أنه يتوجب الإيمان بالقضاء والقدر معاً.
ما الفرق بين القضاء والقدر
هناك الكثير من الأقوال التي قد تم تداولها بين علماء الفقه الإسلامي حول الفرق بين القضاء والقدر، واختلفت الآراء حيثُ أن بعض من العلماء قالوا أنه لا يوجد فرق بين القضاء والقدر وهذين المُصطلحين هما لفظتان لمُصطلحٍ واحدٍ، حيثُ أن القدر يتضمن معنى القضاء، ولكن هناك فريق آخر من العلماء الذين أكدوا أن هناك فرق بين القضاء والقدر، وهناك اختلاف في المعنى بين القضاء والقدر، حيثُ قال البعض أن القضاء أخصّ من القدر، حيثُ ان القضاء هو الفصل بين القدر، والقضاء هو الفصل بأمرٍ مُعيّن ثم القطع فيه.
ولكن هناك بعض من العلماء أكدوا أن القدر هو الشيء المُعَدِ للوزن، بينما القضاء هو منزلة الوزن نفسه، والدليل على ذلك ما قاله أبو عبيدة عامر بن الجراح لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- لمّا أراد عمر الفرار من الطّاعون بالشّام: (أتفرُّ من القضاء؟ قال: أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله).