هل يجوز صيام شهر شعبان كاملا، إن الله عز وجل قد فرض الكثير من العباداتِ الدينية على المُسلمين، والتي كان منها هي رُكن أساسي من أركانِ الإسلام الخمسة، وبعض من العباداتِ الدينية ما كانت هي واجبة على المُسلمين، ومنها ما هي سُنة عن النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن تلك العبادات هي الصوم، ويتوجب التنويه هنا إلى أن صيام شهر رمضان هو فرض على كُل مُسلم ومُسلمة، كما أن الصيام من المُمكن أن يكون سنة أو تطوع لله عز وجل، والذي يأتي في أيامِ أُخرى من السنةِ غير شهر رمضان المُبارك والذي هو فرض على المُسلمينِ، وفي هذا المقال سنتحدث عن حُكم شرعي يكُثر الاستفسار عنه إلا وهو هل يجوز صيام شهر شعبان كاملا، وسنقدم لكم كافة التفاصيل عن هذا الحُكم الشرعي.
محتويات
حكم صيام شهر شعبان
إن الصيام هو من العبادات ِ الدينية المُحببة إلى الله عز وجل والتي قد حث المُسلمين بالالتزام بها، وذلك لما لها من أثر عظيم على المُسلمين، والصوم في شهر رمضان هو فرض، بينما ما الحُكم الشرعي في صيام شهر شعبان، وهل يجوز صيام شهر شعبان كاملا، هذا ما سنتعرف عليه في سياق هذه الفقرة، حيثُ أن هناك اختلاف في آراء علماء الفقه الإسلامي حول صيام شهر شعبان كاملا، وما حكم صيام شهر شعبان، وفيما يأتي نفصل تلك الآراء:
- المذهب الحنفي قد أكدوا بإباحة صيام شهر شعبان، حيثُ أنهم اعتبروا هذا الشهر هو من أفضل الأيام التي يُصام به التطوع بعد الفريضة، واستدلوا على ذلك من حديث النبي مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم: (سُئل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الصَّومِ أفضلُ بعد رمضانَ قال: شعبانُ لتعظيمِ رمضانَ، قال: فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟، قال: صدقةٌ في رمضانَ).
- المذهب المالكي: قد أكدوا بأن صيام شهر شعبان من الأمور المُستحبة، وذلك اقتداءً بنبي الله مُحمد صلى الله عليه وسلم، حيثُ أنه كان يصومه، والدليل على ذلك ما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قولها: (ما صام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شهرًا قطُّ كاملًا إلَّا رمضانَ، ولا أفطَر شهرًا كاملًا قطُّ، وما كان يصومُ شهرًا أكثَرَ ممَّا كان يصومُ في شعبانَ).
- المذهب الشافعي: أكدوا أن صيام شهر شعبان يُعتبر من السنن والتي قد سَنها نبي الله مُحمد صلى الله عليه وسلم.
- المذهب الحنبلي: أكدوا أن صيام شهر شعبان هو صيام التطوُع، وقد استدلوا على ذلك الحُكم أن شهر شعبان يأتي قبل شهر رمضان المُبارك، ومنزلة صيام شهر شعبان مثل منزلة السُّنَن الراتبة من الفرائض في الصلاة.
فضل صيام شعبان
إن صيام شهر شعبان هي من العبادات الدينية التي قد قام بها النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، وقد حثنا عليها الله عز وجل ونبيه الكريم، حيثُ أن صيام شهر شعبان له فضل عظيم في الدين ِ الإسلامي، وله الأجر والثواب العظيم، وفيما يأتي نُلخص لكم فضل صيام شهر شعبان:
- إن الأعمال في ذلك شهر تُرفع إلى الله عز وجل، والدليل على ذلك ما ورد عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه-: (يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).
- أن صيام شهر شعبان يجعل المُسلم يستعد لِصيام شهر رمضان المُبارك، وأيضاً طمع المُسلم في الحصول على مغفرةِ الله عز وجل، وصيام شهر شعبان يُعتبر تعظيماً لشهر رمضان المُبارك، والدليل على ذلك ما ورد عن الإمام ابن رجب في تأويل حديث أسامة بن زيد: (يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).
- إن صيام شهر شعبان يُعتبر هو اقتداء واتِباع الرسول مُحمد صلى الله عليه وسلم، وامتثال لسُنتهِ، وأيضاً للفوز برِضا الله عز وجل ومحبته، ونيل الرحمة والمغفرة منه سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).