الفرق بين الاستقراء والاستقصاء، قد يحدث لبس لدى كثير من الناس حول الفرق بين الاستقراء والاستقصاء، حيث أنه في عملية الاستقراء والاستقصاء ينتقل الشخص من الظواهر الواقعية إلى قوانين الطبيعة، لذلك سوف نعمد في سطور مقالنا التالية إلى الإدلاء بالشرح المفصل حول الفرق بين الاستقراء والاستقصاء، حتى يتم التمييز بينهم بشكل واضح للقارئ من كافة النواحي مع ضرب الأمثلة عليها.
محتويات
الفرق بين الاستقراء والاستقصاء
تتم عملية استقصاء الأمور لهدف وهو فحصها أو دراستها أو التحقيق فيها بشكل منهجي؛ بمعنى البحث أو الفحص في تفاصيل، أي الفحص بالتفصيل، وذلك للبحث عن تفاصيل وفحصها في محاولة لمعرفة الحقائق حول شيء مخفي أو فريد أو معقد، لا سيما في محاولة للعثور على دافع أو سبب لحدوثه، بينما الاستقراء فهو عبارة عن عملية تتبع الخطوات بهدف الوصول إلى الحكم النهائي على موضوع ما، بمعنى انه شكل من أـشكال الحكم المنطقي، حيث يتم قراءة العديد من الحالات ومن ثم يقوم الشخص بالتعميم، حيث أن الاستقراء يستخدم في حالة دراسة الحقائق التي تم اكتشافها حديثاً، وبالتالي سيقوم التعميم على هذا الأساس، وفي أسلوب الاستقراء يجب مراعاة أربعة حالات ضرورية ومنها:
- أن تكون الملاحظات مسجلة ودقيقة، وهذا هو الحال في باقي البيانات المجمعة.
- أن تغطي الملاحظات كافة الحالات الموجودة في المجتمع الذي تقوم عليه الدراسة.
- أن تغطي الملاحظات عدداً كافياً من الحالات.
- بناء النتائج والقيام بتعميمها على حالات الدراسة.
مثال على الاستقراء
أول من أسس المنهج الاستقرائي هو فرانس بيكون الذي جاء بمنهج جديد للمعرفة، حيث كان الناس في العصور الوسطى يتجادلون كثيراً حول صحة المقدمات، بحيث لا يصلون إلى أية نتائج صحيحة، حيث قال فرانس بيكون بأن المفكرين لا يجب ان يكونوا عبيداً يتقبلون مقدمات تم وضعها من قبل السلطة واعتبارها حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش، حيث أنه يتوجب على الباحثين وضع النتائج العامة على قاعدة جمع المعلومات، وذلك من خلال الملاحظة المباشرة، حيث يتوجب على الباحث تخليص فكره من الكبرياء عبر ملاحظة الطبيعة بشكل مباشر ومن كافة الأفكار الزائفة المتخيلة التي يصنعونها بذاتهم، فالباحث يجب عليه مراقبة الطبيعة بنفسه، وثم يجمع الحقائق منها ويقوم بتعميمها من خلال هذه الحقائق، بمعنى أن فرانس بيكون ركز على مبدأ الملاحظة في المنهج الاستقرائي، أي انه أطلق من الجزء إلى الكل.
تعريف الاستقصاء
الاستقصاء يعبر عن التحقيق والفحص والاستفسار والبحث عن فكرة بذل جهد نشط لاكتشاف شيء ما، فالتحقيق هو محاولة منهجية ودقيقة وشاملة لمعرفة الحقائق حول شيء معقد أو مخفي؛ غالبًا ما يكون رسميًا مثل تحقيق في فشل البنك، فالاستقصاء هو محاولة منظمة للحصول على معلومات حول شيء ما أو لإجراء اختبار، وغالبًا ما يتم تقديم شيء للمراقبة مثل الفحص البدني، الاستقصاء هو تحقيق يتم إجراؤه عن طريق طرح الأسئلة بدلاً من التفتيش، أو عن طريق دراسة الأدلة المتاحة مثل التحقيق في إصدار سند مقترح، أي ان الاستقصاء هو تحقيق دقيق ومستمر،
من خلال معرفتنا الفرق بين الاستقراء والاستقصاء، نستنبط بأن الاستقصاء هو بحث شامل عن الحقائق، خاصة تلك المخفية أو التي تحتاج إلى حل في موقف معقد، عادة ما يكون الهدف من الاستقصاء هو تحديد كيف ولماذا حدث شيء ما، عادة ما يكون عملية الاستقصاء رسمية، حيث ترتبط الكلمة الاستقصاء عادةً بتحقيقات الشرطة في النشاط الإجرامي، لكنها تُستخدم في العديد من السياقات الأخرى للإشارة إلى عملية التحقيق، وهي العثور على الأدلة وفحصها بشكل منهجي، مثال: بعد تحقيق استمر ستة أشهر، كشفت هذه المؤسسة الإخبارية عن فساد واسع الانتشار