هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي

هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي، يعتبر كل شيء نمر به في حياتنا هو قضاء من الله تعالى وقدر، فليس لمخلوق أن يقوم ذنب غيره من البشر لأننا كلنا عبيد عند الله عز وجل، وإنما يقتصر دور اللوم على الله سبحانه وتعالى، كما حدث عندما فعل سيدنا آدم عليه السلام، حيث قام بفعل ما نهاه الله تعالى عنه، فهل تحجج النبي آدم عليه السلام بالقدر على المعاصي؟! الإجابة هي أنه لم يحتج بالقدر على المعاصي وإنما احتج على المصائب، حيث أن القدر يحتج به في المصائب فقد وليس في المعاصي والذنوب، وسنتعرف على هذا الموضوع بشكل مفصل في مقالنا حول هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي.

الاحتجاج بالقدر على المعاصي

الاحتجاج بالقدر على المعاصي
الاحتجاج بالقدر على المعاصي

روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احتج آدم وموسى فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده، أتلومني على أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فاحتج آدم موسى ثلاثاً)، فسر العديد من الناس الحديث بأنه سند للاحتجاج بالقدر على المعاصي، بحيث يتكئون عليه عندما يقترفون المعاصي والذنوب،بينما واقع الحديث يشرح بأن النبي موسى عليه السلام قد لام سيدنا آدم على المصيبة التي حدثت وهي الخروج من الجنة، ولم يقوم بلومه على أكله للتفاحة وهي المعصية، وهذا دليل واضح على إجابة السؤال هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي؟ فهو لا يجوز والدليل من الحديث النبوي السابق ذكره في المقال، لذلك علمنا النبي عليه الصلاة والسلام عند الوقوع في الخطأ القول (قدر الله وما شاء فعل).

هل يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي؟ هي حجة باطله وداحضه ولا تجوز أبداً، حيث اتفق كل ذوي العقول والدين بأنه لا يجوز أن نجعل من القدر حجة للمعاصي، حيث أن القدر لو كان حجة للنبي آدم عليه السلام لكان حجة لباقي البشر في قصة نزوله من الجنة إلى الأرض، فكل البشر هم شركاء في القضاء والقدر، ولقد خلق الله تعالى الإنسان ولديه قدرة على التمكن من الإيمان، حيث أن القدرة تأتي كشرط قبل القيام بالفعل المكلف به الإنسان، وبالتالي يعتبر الإنسان متمكن وقادر، وبالتالي فإن الإنسان مخلوق قادر على الإيمان، ومنه فإن الإنسان قادر على الإيمان بالقدر خيره وشره، وبأنه لا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي.

Scroll to Top