تخيل انك احد الجسور في شارع من شوارع المدينة المزدحمة

تخيل انك احد الجسور في شارع من شوارع المدينة المزدحمة، التعبير الخيالي هي موهبة إبداعية قد تكون موجودة بالأساس لدى العديد من الأشخاص، إلا أنها موهبة يمكن تنميتها من خلال القراءة المستمرة وزيادة الثقافة المعرفية لدى الشخص، فأي مقال نقرأه ما هو إلا وعاء يفرغ فيه الكاتب مشاعره وأحاسيسه ويعبر عن ما يدور في رأسه من خلال كتابة الكلمات، تخيل انك احد الجسور في شارع من شوارع المدينة المزدحمة.

تخيل انك احد الجسور في شارع من شوارع المدينة

  • تخيل انك احد الجسور في شارع من شوارع المدينة المزدحمة صف أحاسيسك و شعورك خلال يوم كامل من أيام الصيف الملتهبة؟

  • إنه صباح أحد الأيام الاعتيادية من أيام فصل الصيف الطويلة، وقد بدأت أشعة الشمس تنتشر عبر المكان بتسلسل بطيء، بعض المارة وبائعين الكعك الطازج يمشون على هونهم وكأن بقايا النعاس تطل من خطواتهم خلال هذا الصباح، ولكني أكاد أجزم بأن الساعات القليلة القادمة ستختلف تماماً عن هذه اللحظات الساكنة، نعم كما توقعت بدأت الشاحنات الثقيلة تأتي مسرعة في محاولة منها لتوصيل البضائع إلى المحال التجارية قبل قدوم الزبائن إليها، وأسمع هدير صوتها وكأنها ستلتهم أجزاء من الأرض أثناء سيرها فوقي، وبدأت خطوات المارة على الرصيفين تزداد تدريجياً ويزداد معها تسارع خطى الشمس الحارقة فوق جسدي الطويل الممتد الذي أنهكته سنون الوقوف وتحمل كل تلك الأيام الطويلة، في الأرجاء صوت أطفال داخل حافلة المدرسة يصرخون ويضحكون أثناء رحلتهم المعتادة إلى المدرسة، وذلك طبيب عائد من فترة عمل ليلية وخطاه ثقيلة محفوفة بالتعب والمشقة ويرنو لفراش مريح يزيل به تعب وسهر تلك الليلة، بعد مرور بضع ساعات بدأت ساعات ذروة النهار وعودة الموظفين المنهكين إلى بيوتهم، بين الحين والآخر يتعالى الصراخ الناجم عن نزاعاتهم، فالكل يريد أن يعود إلى بيته بسرعه في هذا الوقت، والجميع مثقل بالهموم والتعب، ولكن سرعان ما تنتهي هذه الساعة لأنعم بالقليل من الهدوء أنا الآخر، وساعات المساء بدأت تهل وخفت وطأة أشعة الشمس الحارقة، والبعض يأتي ماراً فوقي في نزهته المسائية، وبدأت نسمات الليل العليلة تهب من جهات مختلفة، يستنشق الناس في هذه الساعات الهواء العليل اللطيف، وأنا استنشق بعض الراحة من ضجيج يوم اعتيادي ومزعج كباقي أيام الصيف الحارقة، وأنعم ببضع ساعات من السكون الليلية لأبدأ نهار مليء بالمشقة والتعب مرة أخرى.

قد يخلق الإنسان مبدع بالفطرة، أو أن بعض الإبداع قد يأتي عبر الاكتساب والتعلم، كلها ستفضي إلى نفس النتيجة وهي الإبداع، فالكاتب حين يقوم بكتابة مقال أو قصيدة أو حتى قصة، سيحتاج إلى فترة ذهنية نقية، يقوم من خلالها بوضع السطور المتسلسلة والمتسقة من أجل التعبير عن فكرة ما أو شعور ما أو حتى موقف معين.

Scroll to Top