علل مشروعية التخفي والابتعاد عن اعين الناس حال العباده، أرسل الله الرسل والأنبياء في العالمين مبشرين ومنذرين، يبلغون رسالة الله عز وجل، ويدعون الناس إلى التوحيد بالله، وإفراده وحده سبحانه وتعالى في العبادة، فقد خلق الله الإنس والجن ليعبدوه وحده لا شريك له، ويوقنون بأنه مالك الملك وبيده كل شئ، وتتمثل العبادات في الظاهر والباطن، في السر والعلن، فمن العبادات الظاهرة العلنية الصلاة والصيام والحج والزكاة، ومن أشكال العبادات الباطنة والتي يكون محلها في القلب وتسمى بالعبادات القلبية الإيمان والإحسان، وهناك نوع من العبادات التي تكون سرية بين العبد وربه، لا يعلمها إلا الله وهي من أصدق أنواع العبادات، فهي علاقة خالصة بين العبد وربه، وفيما يلي نعلل مشروعية التخفي والابتعاد عن اعين الناس حال العباده.
محتويات
مشروعية التخفي والإبتعاد عن أعين الناس حال العبادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ”، يعتبر التخفي في العبادة من أصدق أنواع العبادات، التي تؤكد صدق الناس في عباداتهم الظاهرة، فالتخفي والخلوة في العبادة من أهم أنواع العبادات، التي يستشعر فيها المرء بالخشوع والخضوع لله عز وجل، ويشعر فيها المرء بقربه من الله عز وجل، فإن للخلوة في العبادة فضائل كثيرة، نذكر منها ما يلي:
- يصلح الله بها القلبوب ويطهرها من الذنوب والخطايا.
- صدق الإيمان بالله عز وجل.
- من عبد الله سراً ثوابه عند الله ثابتاً عظيماً.
- له أثر عظيم في النفس.
- من تكون نيته في العبادة سليمة فإن الله يتقبله قبولاً حسناً.
- تعتبر في رصيد المرء عند الشدائد والمحن.
- أبعد ما يكون عن الرياء.
علل مشروعية التخفي والإبتعاد عن أعين الناس حال العبادة
التخفي والإبتعاد عن أعين الناس حال العبادة، من أصدق أنواع العبادة فيكون المرء فيها أبعد ما يكون عن الرياء، حيث يبتعد المرء في العبادة عن أعين الناس ليراجع نفسه ويناجي ربه، حيث يكون المرء مخلصاً في إيمانه وعبادته لوجه الله سبحانه وتعالى، حيث تظهر فيها صدق العبادات الظاهرة مثل الصلاة وغيرها، والعبادات الباطنة مثل الإخلاص والإحسان.
علل مشروعية التخفي والابتعاد عن اعين الناس حال العباده لأنها أدعى إلى الإخلاص والإحسان في العبادة، حيث يكون المرء أقرب ما يكون إلى الله، وبعيداً عن أعين الناس وعن الرياء في العبادة، وهذا أقرب للتقوى والإحسان، وله أثر عظيم في نفس المرء.