من أولى الناس بالإمامة، تعتبر الصلاة من الأمور التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده منهم البالغ الواعي العاقل، وهي من العبادات الأكثر أهمية ومحبة عند الله، حيث أن فيها يتقرب العبد من ربه ويدعو له ويشعر بعظمة خالقه، ففي الصلاة راحة للقلوب وسكينة وهدوء للنفس الأجر من الله سبحانه وتعالى في الدنيا والدخول في جنات الخلد في الآخرة، إلا أن العبد قد يفوته إحدى الصلوات أو ركعة من ركعات الصلاة لأي سبب كان فقد وضح الشرع كيفية التصرف في هذه الحالة، وبهذا سوف نعرض لكم في هذا المقال الإجابة على السؤال التعليمي الذي تم ذكره في بداية السطور والذي ينص على من أولى الناس بالإمامة ؟
محتويات
الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة بالتَّرتيب
تعتبر الصلاة التي يصليها المسلمين هي لغة من لغات التواصل بين العبد وربه، وهي الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي بعد الشهادتين، وهي صلاة المسلمين التي تم فرضها من الله سبحانه وتعالى على عباده وإبلاغ نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، والتي كانت عبارة عن خمسمئة صلاة في اليوم وتم تخفيفها إلى خمسين صلاة ثم تم تخفيفها إلى خمس صلوات بأجر خمسين صلاة، وتعتبر الصلاة عمود الدين الإسلامي حيث إذا صلُحت صلُح الدين كله وإذا فسدت فسد الدين كله، كما أنها تعد أول ما يُسأل عليه العبد يوم القيامة، ويقصد بتعريف الإمام هو الشخص الذي يقتدى به سواء في أفعاله أو أقواله، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو أول إمام في الإسلام والخلفاء الراشدين أئمة مع بعد الرسول محمد، ويقصد بإمام الصلاة هو الشخص الذي تقتدي به جماعة المصلين وتتابعه في أفعال الصلاة والقيام والركوع والسجود، وهناك أحكام عديدة مختصة بمن هو أولى الناس بالإمامة وتم ذكر هذه الأحكام في السنة النبوية والدراسات الفقهية، وبهذا سوف نعرض لكم في هذا المقال الإجابة على السؤال التعليمي الذي تم ذكره في بداية السطور والذي ينص على ما يلي :
- الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة بالتَّرتيب ؟
لم يتفق علماء الفقه في تحديد الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة، حيث انقسموا إلى عدة اتجاهات تتمثل في كل من :
- الاتجاه الأول يرون أنه يقدم الأقرأ على الأفقه، حيث أن أصحاب هذا الاتجاه كل من مذهبُ الحَنابِلَةِ وأبي يُوسفَ من الحَنَفيَّة ومذهب الشافعيَّة وابنُ حزمٍ وابنُ تَيميَّة وغيرهم.
- أ- حيث استدلوا على ذلك من خلال ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم :” يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ، فإنْ كانوا في القِراءة سواءً، فأعلمُهم بالسُّنة …. إلخ الحديث”.
- ب- قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم :” إذا كانوا ثلاثةً فليؤمَّهم أحدُهم؛ أحقُّهم بالإمامةِ أقرؤُهم “.
- ت- ما ورد عن أبي قلابة، عن عَمرِو بن سَلِمة، قال: قال لي أبو قِلابةَ: ألَا تَلْقاهُ فتسألَه؟ قال: فلقيتُه فسألتُه، فقال: كنَّا بماءٍ ممرَّ الناسِ، وكان يمرُّ بنا الركبانُ فنَسألهم: ما للناسِ، ما للناسِ؟ ما هذا الرَّجُل؟ فيقولون: يَزعُمُ أنَّ اللهَ أَرْسلَه، أوْحَى إليه، أو: أَوْحَى اللهُ بكذا، فكنتُ أحفظُ ذلك الكلامَ، وكأنَّما يقرُّ في صدْري، وكانتِ العربُ تَلوَّمُ (15) بإسلامِهم الفتحَ، فيقولون: اتركُوه وقومَه، فإنَّه إنْ ظهَرَ عليهم فهو نبيٌّ صادِق، فلمَّا كانتْ وقعةُ أهلِ الفتحِ، بادَرَ كلُّ قومٍ بإسلامِهم، وبدَرَ أَبي قَومِي بإسلامِهم، فلمَّا قدِم قال: جِئتُكم واللهِ من عندِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقًّا؛ فقال: ((صَلُّوا صلاةَ كذا في حِينِ كذا، وصلُّوا صلاةَ كذا في حِين كذا، فإذا حضرتِ الصَّلاةُ فليؤذِّنْ أحدُكم، ولْيؤمَّكم أكثرُكم قرآنًا))، فنظروا فلمْ يكُنْ أحدٌ أكثرَ قرآنًا منِّي؛ لِمَا كنتُ أتلقَّى من الركبان، فقدَّموني بين أيديهم، وأنا ابنُ ستٍّ، أو سَبعِ سِنينَ.
- يعتبر الأفقه هي المرتبة الثانية فيقدم بعد الأقرأ في الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة.
- أما الاتجاه الثاني يرون أنه يقدم الأفقه على الأقرأ، حيث أن أصحاب هذا الاتجاه كل من الشيرازي الشافعي، وبرر ذلك بأنه ربما صار حدث معين أثناء الصلاة وكان هذا الحدث بحاجة إلى اجتهاد، فبالتالي يكون الأفقه أكثر قدرة على الاجتهاد من الأقرأ.
والرأي الراجح في مسألة الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة هو الرأي الأول وهو أنه يقدم الأقرأ على الأفقه، وذلك لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الأحق بالإمامة فقال :” يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ، فإنْ كانوا في القِراءة سواءً، فأعلمُهم بالسُّنة …. إلخ الحديث”.
من أولى الناس بالإمامة، حيث يمكن تعريف الإمام على أنه هو عبارة عن الشخص الذي تقتدي به جماعة المصلين وتتابعه في أفعال الصلاة والقيام والركوع والسجود، وقد وردت مسألة الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة حيث اختلف علماء الفقه في تحديد الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة، حيث انقسموا إلى عدة اتجاهات تتمثل في كل من قسم منهم يرى أنه يقدم الأقرأ على الأفقه، وأصحاب الاتجاه الثاني يرون أنه يقدم الأفقه على الأقرأ، ولكنّ الرأي الراجح في مسألة الأحق بِالْإِمَامَةِ في الصلاة هو أنه يقدم الأقرأ على الأفقه.