بيان الحق والدلالة عليه، شرع الله عز وجل الدين الإسلامي، وأرسل الرسل والأنبياء لتبليغ الرسالة ودعوة الناس إلى دين الحق، وقد كلف الله الرسل والأنبياء بهداية البيان والبلاغ، حيث يقوم الرسل بتبليغ العباد وهدايتهم لإتباع الصراط المستقيم، أما هداية الناس فهي بيد الله عز وجل، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ”، فكانت مهمة الرسل هي التبليغ والدعوة، أما هداية القلوب وإستقامتها على دين الحق، فقد تفرد فيها الله وحده لا شريك له، حيث جعل هداية الناس بيده لا بيد أحد من خلقه، فما هو بيان الحق والدلالة عليه.
محتويات
بيان الحق والدلالة عليه
الهداية في اللغة من الفعل هَدَى بمعنى أرشد ودل، أما الهداية شرعاً فهي بيان طريق الحق والتوفيق إليه، وهناك مرتبتين من الهداية، وهما:
- هداية الدلالة والإرشاد، هي الهداية العلمية، ومن ثمرتها العلم بالحق، والبصيرة في الدين، وهداية الإرشاد والدلالة بيد الرسل، فقد كلفهم الله بدعوة الناس إلى طريق الحق.
- هداية التوفيق والإلهام، هي هداية عملية، ومن ثمرتها إرادة الحق والعمل به، وهداية التوفيق تكون بيد الله عز وجل، فهو مالك القلوب قادر على هدايتها للحق والرضا به.
هداية الدلالة والإرشاد هي بيان الحق والدلالة عليه، وهي المرتبة الثانية من مراتب الهداية، وهي بيد الرسل ومن إتبعهم على البصيرة، فالرسل عليهم البلاغ والإرشاد إلى طريق الحق، حيث ينتج عن هداية الدلالة والإرشاد العلم بالحق والبصيرة بالدين، أما هداية التوفيق فقد جعلها الله عز وجل بيده وحده، يهدي بها من يشاء إلى طريق الحق والرضا به، ولا تتحقق الهداية إلا بهداية الإرشاد وهداية التوفيق حيث أن كلاهما يجمع بين العلم والدراية بالحق، وإرادة الحق والعمل به.