أحق الناس بالإمامة من كان، تعتبر الصلاة هي اللغة الوحيدة في العالم التي يمكن من خلالها التواصل بين العبد وربه، وهي لغة كافة المسلمين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم التي يتحدثون بها، فالصلاة هي إحدى العبادات التي تم فرضها من الله سبحانه وتعالى على عباده وإبلاغ نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، والتي كانت عبارة عن خمسمئة صلاة في اليوم وتم تخفيفها إلى خمسين صلاة ثم تم تخفيفها إلى خمس صلوات بأجر خمسين صلاة،، وهي عمود الدين كله إذا تم أدائها بشكل جيد أصلحت من سلوك الفرد، وبهذا سوف نعرض لكم في هذا المقال الإجابة على السؤال التعليمي الذي تم ذكره في بداية السطور والذي ينص على من أولى الناس بالإمامة ؟
محتويات
من أولى الناس بالإمامة
لا يمكن أن تتم الصلاة وخاصة صلاة الجماعة دون أن يكون هناك إمام يئم بالمسلمين المصلين، ويعتبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أول إمام في الإسلام، وقد أم في كافة أنبياء الله جل جلاله في ليلة الإسراء والمعراج، أما مصطلح الإمام فقد تم تعريفه على أنه هو عبارة عن العبد المسلم الذي يصلي بجماعة من الناس ويقتدي به المصلين ويتبعونه في أداء كافة أركان الصلاة من السجود والركوع والتشهد والتسليم وغيرها، حيث تعتبر الصلاة من العبادات التي شرعت لكافة الناس وسوف نحاسب عليها ونعاقب إذا لم يتم أدائها في مواقيتها المحددة، أما من يلتزم فيها فإن الله سبحانه وتعالى يدب في قلبه الراحة والسكينة وهدوء النفس، بالإضافة إلى الأجر العظيم الذي يناله من الله سبحانه وتعالى في الدنيا والدخول في جنات الخلد في الآخرة، كما يوجد العديد من الأحكام المختصة بمن هو أولى الناس بالإمامة وتم ذكر هذه الأحكام في السنة النبوية والدراسات الفقهية، وبهذا سوف نعرض لكم في هذا المقال الإجابة على السؤال الديني الذي تم ذكره في بداية السطور والذي ينص على ما يلي :
- من أولى الناس بالإمامة ؟
لم يتفق علماء الفقه في تحديد أولى الناس بالإمامة في الصلاة، حيث انقسموا إلى عدة اتجاهات تتمثل في كل من :
- الاتجاه الأول يرون أنه يقدم الأقرأ على الأفقه، حيث أن أصحاب هذا الاتجاه كل من مذهبُ الحَنابِلَةِ وأبي يُوسفَ من الحَنَفيَّة ومذهب الشافعيَّة وابنُ حزمٍ وابنُ تَيميَّة وغيرهم.
- أ- حيث استدلوا على ذلك من خلال ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم :” يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ، فإنْ كانوا في القِراءة سواءً، فأعلمُهم بالسُّنة …. إلخ الحديث”.
- ب- قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم :” إذا كانوا ثلاثةً فليؤمَّهم أحدُهم؛ أحقُّهم بالإمامةِ أقرؤُهم “.
- ت- ما ورد عن أبي قلابة، عن عَمرِو بن سَلِمة، قال: قال لي أبو قِلابةَ: ألَا تَلْقاهُ فتسألَه؟ قال: فلقيتُه فسألتُه، فقال: كنَّا بماءٍ ممرَّ الناسِ، وكان يمرُّ بنا الركبانُ فنَسألهم: ما للناسِ، ما للناسِ؟ ما هذا الرَّجُل؟ فيقولون: يَزعُمُ أنَّ اللهَ أَرْسلَه، أوْحَى إليه، أو: أَوْحَى اللهُ بكذا، فكنتُ أحفظُ ذلك الكلامَ، وكأنَّما يقرُّ في صدْري، وكانتِ العربُ تَلوَّمُ (15) بإسلامِهم الفتحَ، فيقولون: اتركُوه وقومَه، فإنَّه إنْ ظهَرَ عليهم فهو نبيٌّ صادِق، فلمَّا كانتْ وقعةُ أهلِ الفتحِ، بادَرَ كلُّ قومٍ بإسلامِهم، وبدَرَ أَبي قَومِي بإسلامِهم، فلمَّا قدِم قال: جِئتُكم واللهِ من عندِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقًّا؛ فقال: ((صَلُّوا صلاةَ كذا في حِينِ كذا، وصلُّوا صلاةَ كذا في حِين كذا، فإذا حضرتِ الصَّلاةُ فليؤذِّنْ أحدُكم، ولْيؤمَّكم أكثرُكم قرآنًا))، فنظروا فلمْ يكُنْ أحدٌ أكثرَ قرآنًا منِّي؛ لِمَا كنتُ أتلقَّى من الركبان، فقدَّموني بين أيديهم، وأنا ابنُ ستٍّ، أو سَبعِ سِنينَ.
- يعتبر الأفقه هي المرتبة الثانية فيقدم بعد الأقرأ في من أولى الناس بالإمامة الصلاة.
- أما الاتجاه الثاني يرون أنه يقدم الأفقه على الأقرأ، حيث أن أصحاب هذا الاتجاه كل من الشيرازي الشافعي، وبرر ذلك بأنه ربما صار حدث معين أثناء الصلاة وكان هذا الحدث بحاجة إلى اجتهاد، فبالتالي يكون الأفقه أكثر قدرة على الاجتهاد من الأقرأ.
والرأي الراجح في مسألة من أولى الناس بالإمامة هو الرأي الأول وهو أنه يقدم الأقرأ على الأفقه، وذلك لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الأحق بالإمامة فقال :” يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتابِ اللهِ، فإنْ كانوا في القِراءة سواءً، فأعلمُهم بالسُّنة …. إلخ الحديث”.
أحق الناس بالإمامة من كان، حيث يمكن تعريف الإمام على أنه هو عبارة عن العبد المسلم الذي يصلي بجماعة من الناس ويقتدي به المصلين ويتبعونه في أداء كافة أركان الصلاة من السجود والركوع والتشهد والتسليم وغيرها، وقد وردت مسألة من أولى الناس بالإمامة حيث اختلف علماء الفقه في تحديد أحق الناس بالإمامة، فكان هناك اتجاهين أصحاب الاتجاه الأول يروا أنه يقدم الأقرأ على الأفقه، وأصحاب الاتجاه الثاني يرون أنه يقدم الأفقه على الأقرأ، ولكنّ الرأي الراجح في مسألة أولى الناس بالإمامة في الصلاة هو أنه يقدم الأقرأ على الأفقه.