بحث عن الاستهزاء بالدين، لعل كثرة انتشار الاستهزاء بالدين الإسلامي بالنبي صل الله عليه و سلم من قبل أناس لا يفقهون في الدين من الأمور التي أثارت الفكر العربي الإسلامي كيف لأناس جاهلون يجعلون من قداسيه ديننا القويم أمر قابل للاستهزاء و السخرية، فالاستهزاء و السخرية هي مصطلحات تعني نسب النقص إلى الأمور و الاستخفاف بذواتهم، و لعل من أسوء ما قد يثير الجدل هو الاستهزاء بدين قويم عظيم، مثل الاستهزاء باللحية والحجاب الذي يلبسه بعض المسلمين اتباعًا لسنّة رسول الله، كما يمكن أن يستهزأ البعض بعلماء الإسلام، وقد يصل الأمر من الخطورة لدرجة الاستهزاء بالله تعالى والسخرية من دين الإسلام، ومن خلال ما يلي نعرض بحث عن الاستهزاء بالدين موضحين حكم الدين حول مثل هذه الأفعال.
محتويات
بحث عن الاستهزاء بالدين
من أجل كتابة بحث عن الاستهزاء بالدين وجب استكمال العناصر الكاملة في البحث، فالبحث هو من الفنون الأدبية التي تتناول الحديث حول قضية وموضوع معين، وهنا نوط لنا الحديث عن الاستهزاء بالدين، ومدى خطورة هذا الأمر، بدءا من التعرف على الاستهزاء بالدين، و التعرف على أنواع الاستهزاء بالدين، و حكم الاستهزاء بالدين عن قصد أو مازحا، مع ذكر مجموعة من الأمثلة على ذلك.
تعريف الاستهزاء بالدين
الاستهزاء بالدين: هو الاستخفاف و السخرية و الاستهانة بكافة ما جاء في شرع الله سبحانه و تعالى الاستهزاء بالله بذاته و صفاته و أسمائه، الاستهزاء بالرسول عليه الصلاة و السلام، و الاستهزاء بصحابة رسول الله، و قد جاء النصوص القرآنية المبينة أن حكم الاستهزاء بالدين أي كان نوعه و شرعه أمر محرم، ومن خلال ما يلي نوضح آيات قرآنية توضح حكم الاستهزاء بالدين، و هي كما يلي:
- “وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ* فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”.
- ” ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ”.
- “يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”.
- “وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ”.
- ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا”
أنواع الاستهزاء بالدين
قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ”، فالدين الإسلامي دين عظيم مبجل، خصه الله سبحانه و تعالى، فالاستهزاء و السخرية به أمر عظيم و له خطورة كبيرة جدا فقد يخرج صاحبه من الملة، وهناك العديد من أنواع الاستهزاء، ومنها ما يلي:
- الاستهزاء بالله ورسوله: المساس بذات الله سبحانه و تعالى و برسوله لمن أخطر أنواع الاستهزاء التي تخرج صاحبها من الملة.
- الاستهزاء بأصحاب رسول الله: سب صحابة الرسول رضوان الله عليه من أوجه الاستهزاء بالدين.
- الاستهزاء بعباد الله الصالحين: الاستهزاء و السخرية بالعباد الصالحين من أوجه الاستهزاء بالدين.
- الاستهزاء بالناس عامة .
- الاستهزاء الصريح: استخدام ألفاظ بشكل واضح و صريح للاستهزاء بالدين.
- الاستهزاء الغير صريح: من خلال استخدام الألفاظ المبطنة التي في أصلها استهزاء بالدين الإسلامي.
حكم الاستهزاء بالدِّين مازحا
من أهم ما يتناوله بحث عن الاستهزاء بالدين هو توضيح حكم الاستهزاء بالدين، يلجأ الكثيرون إلى الاستهزاء و السخرية بالدين الإسلامي و بالشرائع الدينية من باب المزح و الفكاهة، و إضحاك الناس، والبعض يستهزئ بالدين قاصدا ذل مستخفا بما جاء به و بشرائعه، وقد اختلف حكم الدين الإسلامي بالاستهزاء بالدين، ومن خلال ما يلي نوضح اختلاف حكم الاستهزاء بالدين، وهي كما يلي:
- الاستهزاء بالدين قد يكون مخرج من الملة، و يعتبر كفر، و هذا في حال المساس بذات الله سبحانه و تعالى و النبي محمد صل الله عليه و سلم، أو المساس بالقرآن الكريم، و قد أجمع أهل العلم على أن هذا الأمر محرما استنادا على قوله تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ”، لذلك نؤكد على عدم جواز المزح بالدين فلا إمكانية لوجود فرصة للمزاح في ثوابت الدين، والمزح يعد انتقاص وامتهان لدين الله تعالى.
- الاستهزاء بالدين قد يكون مخرج من الملة، وقد يعد فسقا، فالاستهزاء بالمسلم بسبب التدين و بسبب أنه ملتزم بالشرع و الدين، أو الاستهزاء بالفتاة بسبب ارتدائها للحجاب، فإذا كان الاستهزاء يقصد به الشرع الذي يلتزم به هذا المسلم فهو كفر مخرج من الملة، بينما إن كان الاستهزاء على ذات الشخص و ليس على الدين نفسه بل لأن الرجل لا يستحق التدين، أو أنه يطبق شرائع الدين بطريقة صارمة غير موضحة بالنصوص يعتبر هنا فسقا كونه استهزاء بالشخص و ليس بالدين نفسه.
- الاستهزاء بالناس و بأفعالهم بالدنيا و التزامهم هو فسق لا يخرج من الملة، و ذلك استنادا على قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ”
قصص عن الاستهزاء بالدين
إن من أعظم البلاء هو الاستماع بالاستهزاء بالدين، و كثرة السخرية بأهل الشرع و الدين، و كثرة الطعن بالله و برسوله و بالمسلمين، فقد جهل المستهزئون قول الله سبحانه و تعالى: ( قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزءون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)، وفيما يلي نعرض بعض قصص عن الاستهزاء بالدين من عصرنا الحالي، ومنها ما يلي:
- رجل لديه من الأموال الكثير و كان مولع باللواط و الأمور السيئة، و كان يقول أن الله قال:( وقد خاب من دساها )، و يقصد بذلك أي خاب من دس الفتاة الجميلة، فأصابه الله بالسرطان.
- رجل عرف بأبي رية كان دائم الاستهزاء بصحابة رسول الله، ومن بينهم بالأكثر أبو هريرة، ان دائم الانتقاص منه.
كيفية التوبة من الاستهزاء بالدين
الاستهزاء بالدين و بثوابت الدين الشرعية هو من أخطر الأمور التي جاءت منافية لقداسية الدين و عظم شعائره، فكل من قام بالاستهزاء بالدين مازحا أو قاصدا، يلزمه التوبة النصوحة و الرجوع إلى الله عزوجل، فالاغتسال و نطق الشهادتين، الندم على الاستهزاء والسخرية من الدين، العزم و الصدق بعدم العودة إلى السخرية والاستهزاء، كمن يدخل في الإسلام من جديد، و يداوم على الطاعات و العبادات و الذكر و الاستغفار.
الاستهزاء بالدين من بين الأمور الخطيرة التي بين الله سبحانه و تعالى حكمها من خلال النصوص الشرعية، وتناولنا كل ما يخص الاستهزاء بالدين من خلال بحث عن الاستهزاء بالدين.