من الذي اسس روما، اسمٌ يَصدح في العالم كله، يَجتمع فِيه كل معاني الحضارة وانجازاتها ونهضتها، حيث كانت روما مدينة تَحتكم العالم كله الذي تَبِعها لفتراتٍ طويلة وعلى مدار قُرون عديدة، حيث أمسكت روما زِمام الحُكم وقَادت خَلفها دول العالم، وكان لها سطوة لم يَسبقْ لأي مدينة امتلاكها وهذا الأمر أورثَ مدينة روما مكانة تَتخطى عنان السماء، وجعل لاسمها وقعاً فريداً في العالم أجمع، حيث استطاعت هذه المدينة ان تكون سَيدة العالم والقائدة التي تسيرُ على نَهجها الحضارات التي كانت لا تزال تبني أول أحجار الأساس فيها، وكل المدن العالمية كانت تسعى بشكلٍ حثيثٍ لأن تصبحَ صُورة مصغرة عن روما، وهذا إن دل فيدل على المكانة التي استحوذت عليها مدينة روما والصرح الحضاري والثقافي والسياسي والاجتماعي الذي انفردت فيه، فقد كانت روما القديمة سَباقة في استحداث الكثير من الأمور التي استمدها العالم منها، وكان تَضع خطوات باقي المدن على أول سبل النجاح والازدهار فهي التي منحت صورة متكاملة لمدينة تَتعزز فيها كل المظاهر التي تحلم باقي المدن بأن تكون ممتلكة لنَفحة من نفحاتِ هذه المظاهر، وكان الفضلُ في اقامة أعمدة الثبات والازدهار في مدينة روما يعود لمؤسسها، ومن خلال مقالنا سنتعرف على تاريخ روما مُستدلين عبره من الذي اسس روما.
محتويات
الإمبراطورية الرومانية
مدينة روما من المدن الخالدة التي لم يتمكنْ التاريخ الوُلوج للحديث عن التطورات والحضارات والازدهار الذي كان الانسان مُنشئاً له دون الخوض في الحديث عن روما التي استبقت كل الأحاديث واختصرتها في وصفٍ كان يُجْمل كل ما يمكن أن تُوصف به هذه المدينة من عراقة وأصالة وهو أن روما هي القائد الذي كان له حشد لا يُقهر واستطاعت اكتساح كل مدن العالم العريقة بالقدرات التي برزت ونبعت من ابداع الرومانيين الذين اخترقوا أبواب الابداع والابتكار بقدراتهم التي حفرها التاريخ وسجلها بسطورٍ من ذهب لتبقى مُتحدثة عن عراقة مدينة قامت بسواعدِ أبنائها، وقبل الحديث عن تاريخ نشأة روما ومعرفة من الذي اسس روما، سنطرح بعض المعلومات عن مدينة روما:
- مدينة روما هي مدينة أوروبية من المدن الرئيسية التي تتواجد في إيطاليا.
- تحظى روما بمكانتها العريقة سواء في التاريخ القديم أو الحديث وهذا لكونها العاصمة لدولة إيطاليا.
- تعد مدينة روما أكبر مدن إيطاليا.
- امتد تاريخ مدينة روما المستخلص من العراقة والاصالة لأكثر من 2500 عام.
- كانت تتمركز في العالم حيث نالت أهمية لم تحظَ بها اي مدينة من قبل وهذا في تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
- أُطلق على مدينة روما اسم المدينة الخالدة لكونها مدينة لم تقتصر معرفتها على إيطاليا فقط، بل تشعبت المعرفة بهذه المدينة للعالم كله.
- الموقع الجغرافي لمدينة روما:
- الجزء الغربي من شبه الجزيرة الإيطالية.
- تقع مدينة روما على ضفاف نهر التيبر.
- تقع مدينة روما على قمة “سبع تلال”.
- ترتفع هذه المدينة عن مستوى البحر بارتفاع قدره 52م.
- تبلغ مساحة روما الجغرافية 1,285 كم2.
- الاحداثيات الجغرافية لمدينة روما:
- خط طول 12.511330.
- دائرة عرض 41.891930.
- مناخ روما:
- يسود في روما مناخ البحر الأبيض المتوسط.
- أجواء روما في فصل الصيف تكون ما بين الدافئة والجافة.
- تتميز أجواء روما بالبرودة والرطوبة في فصل الشتاء.
نشأة روما
كانت مدينة روما العاصمة الفعلية لدولة إيطاليا، حيث تَناقلها التاريخ من عقدٍ زمني لعقدٍ زمني آخر لتكون هي العاصمة التاريخية الاصيلة والعريقة لدولة إيطاليا منذ عام 1871م، خلفاً على كونها العاصمة الباقية للإمبراطورية الرومانية، وبالعودة لـِ من الذي اسس روما، فقد تناقلت كتب التاريخ أن “الامبراطور رومولوس” هو من اسس روما، وهذا الأمر كان في عام 753 قبل الميلاد، وهذا القول هو القول السائد حيث بعض المؤرخين للقول بأن نشأة روما كانت في القرن الثامن قبل الميلاد، وكان لبناء مدينة روما عدة دعائم، حيث كانت تستمد ثرواتها وامكانياتها من المناطق التي كانت تغزوها، وفي حلول القرن الثالث قبل الميلاد كان انبثاق النور الفعلي لهذه المدينة، بحيث توسعت وأصبحت من المدن الكبيرة جداً والبارزة، وبعدما وضحنا من الذي اسس روما، نتتبع التاريخ الحضاري لمدينة روما عبر العصور الوسطى والعصور الحديثة:
- روما في العصور الوسطى:
- استمدت مدينة روما أهمية دينية كبيرة جداً في عهد الملك قسطنطين.
- أصبحت مدينة روما في عهده مركز الكنيسة.
- كان سقوط روما الغربية في هذه العصور على يد ألاريك الأول.
- تم حكم روما من قبل الدولة البيزنطية والجرمان.
- بعدما تخلصت روما من المعتدين عليها باتت هي المقصد للحجاج المسيحين.
- روما في العصور الحديثة:
- تم نقل النهضة في هذه العصور من مدينة فلورنسا إلى مدينة روما.
- كان البابوات قد عُرف عنهم في هذه العصور “الفساد” وميلهم للبذخ الشديد.
- كانت نتيجة للبذخ الذي مال له البابوات في روما تنوع الحضارات فيها، وأصبحت قوية جداً ومهيمنة.
- كانت فترة العصور الوسطى فترة إصلاحات كبيرة جداً ومهمة.
روما القديمة
شكلت روما القديمة صرحاً حضارياً قائماً بحد ذاته على أسس ودعائم لا تشوبها أي أخطاء، وكان بزوغ النور لهذه المدينة والحضارة التي كونتها كان في “منتصف القرن الثامن قبل الميلاد”، وكانت هذه المدينة في بداية طور تقدمها وتشكيل حضارتها عبارة عن مجموعة من “المجتمعات الزراعية” التي تمركزت في شبه الجزيرة الإيطالية، وعند انطلاق فكرها الذي تلخص في سعي مدينة روما لتكوين حضارة عميقة تضع لها جذوراً ثابتة في العالم بدأت تتوسع لتخرج عن اطار المجتمعات الزراعية لتصل سواحل البحر الأبيض المتوسط، وأقامت روما امبراطورية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وكان لهذه الإمبراطورية مساهمات عديدة تشعبت هذه المساهمات لتحتوي على كثير من المضامين والتي تلخصت في كلاً مما يلي: “الحكومة، والحرب، والفنون، والهندسة، والتكنولوجيا، واللغة”، وكان تاريخ روما القديمة مُتضمناً الكثير من الإنجازات التي سجلها التاريخ وحفظها بين طياته، والتي هي:
- تحول الحكم في روما من “حكم ملكي” إلى “حكم أقلية جمهورية”.
- امتلكت روما قدرة كبيرة في التوسع الذي قامت به، حيث فرضت سطوتها واستحواذها على الأجزاء الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية من قارة أوروبا.
- كانت روما تتعرض بشكل مستمر لمجموعة متوالية من الهجمات وهذا الامر تبعه اضراب كبير فيها، وتبعاً لهذا الاضراب انقسمت روما لعدة ممالك.
- فرضت روما الشرقية سطوتها واستعادت قوتها ونهضت من الرماد، حيث قامت باتخاذ القسطنطينيّة عاصمة لها، كما انها استحوذا على “دول اليونان، وسوريا، ومصر، وآسيا الصغرى”.
من هم الرومان
كانت مدينة روما تَغترُ بقدرتها الخارقة على ابتكار الكثير من الأمور التي استلهمتها من دولة اليونان، والتي ظهرت وتجلت من خلال “الابتكارات العلمية والتكنولوجية” التي طرحتها روما، وكانت تتلخص وتتمايز في كون روما استحدثت الكثير من الطرق ورممت الجسور، كما أنها دشنت الحمامات، وقامت ببناء مجموعة كبيرة من القنوات التي تم استخدامها لتخزين مياه الأمطار، وبنت المسارح وضخت مجموعة كبيرة من الساحات والتي بقيت راهنة حتى وقتنا هذا لتؤكد على مقولة استفرد بها التاريخ والتحقت بموجه من زمان إلى زمان لتبقى حقيقة لا مفر منها والتي هي: “كم من أناس احياء اموات بفكرهم وكم من أناس اموات احياء بطيب اثرهم”، وهنا نطرح لكم بعض المعلومات عن أنشطة روما القديمة والاقتصاد الذي ساد فيها:
- انتشرت في روما الكثير من الألعاب والأنشطة والتي منها:
- المصارعة.
- الملاكمة.
- السباق.
- القفز.
- القنص.
- الصيد.
- كان اعتماد روما القديمة الاقتصادي يكمن في “قطاع الزراعة”، ومن أهم المحاصيل التي شكلت دافعاً اقتصادياً لمدينة روما، محاصيل العنب والزيتون.
- كان اعتماد مدينة روما القديمة الصناعي يكمن في العمل في المناجم والمحاجر التي استطاعت روما من خلال هذا الأمر توفير الموارد الاساسية التي تحتاجها للبناء والترميم وبناء الحضارات المختلفة.
لقب روما
هناك الكثير من الفرضيات التي وُضعت لتكون سبباً لاتخاذ روما هذا اللقب، ومن أكثر الفرضيات التي رجح المؤرخون صحتها بشكل كبير وهي أنها أُخذت من روميلوس (رومولوس) بن أسكانيوس، وهو الذي اسس روما، كما قيل أن لقب روما تم اتخاذه من رومون أو رومين وهو اسم قديم لنهر التيبر، وقيل أن لقب روما كان قد اُتخذ من جذر الفعل اليوناني ῥέω والفعل اللاتيني ruo واللذان يعنيان “التدفق”، أو من الكلمة اليونانية ῤώμη والتي تعني “قوة”.
بالتزامن مع قُرب حلول تاريخ تأسيس مدينة روما الخالدة والباقية بحضاراتها وإبداعاتها وابتكاراتها، والذي يكون في اليوم الواحد والعشرين من شهر ابريل كل عام، بات الكثير من الأشخاص يتساءلون حول من الذي اسس روما، حيث تعد هذه المدينة من المدن المُهيمنة عبر تاريخ البشرية بأكمله، ومن شدة هيمنتها استطاعت هذه المدينة تولي زمام الحكم في العالم كله في أزمان وعقود عديدة، والذي اسس روما هو رومولوس بن أسكانيوس.