اهتز لموته عرش الرحمن، الحياة مليئة بالعبر، والعبرة ليست فيمن يسبق الآخر، كان للصحابة رضوان الله عليهم دور عظيم في نشر الدين الإسلامي وإعلاء كلمة الحق، فحاربوا بالسيف وبغيره من اجل أن يساهموا في نشر تعاليم الدين الإسلامي، ومن الصحابة من هم أسلموا في مكة المكرمة وهاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إلى المدينة المنورة وهم من أطلق عليهم اسم الهاجرين، ومنهم من اسلم في المدينة المنور وكانوا من قبيلتي الأوس والخزرج اللتان قطنتا المدينة حيث كان يطلق عليها اسم يثرب قبل أن يهاجر إليها النبي عليه الصلاة والسلام، وهم من أطلق عليهم الأنصار، حيث أن النبي قد آخى بين المهاجرين والأنصار ووحد صفوفهم لدعم أركان الدولة الإسلامية وتثبيتها، ومن الصحابة الأنصار الذين كان لهم دور بارز في إعلاء كلمة الله تعالى هو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن.
محتويات
اهتز لموته عرش الرحمن
هو الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز لموته عرش الرحمن، حيث أنه استشهد في غزوة الأحزاب، حيث أنه عندما خرج للجهاد مع المسلمين كان يلبس درعاً ضيقاً، بحيث لا يستر ذراعيه، وهنا أصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه في أكحله أثناء تراشق المسلمين مع المشركين بالنبال، ويقال بان من أصابه هو ابن العرقة، فأخذ سعد بن معاذ ينزف حتى حسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار لإيقاف النزيف، ثم انتفخت يده فحسمها، وثم انتفخت يده مرة أخرى فحسمها النبي عليه السلام للمرة الثالثة بالنار، وعندها قال سعد بن معاذ : (اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة)، فلم ينزف جرحه ولا قطرة دماء بعدها حتى نزلوا إلى حكمه رضي الله عنه، وبعدها انفجر جرح سعد بن معاذ بالدماء وظل ينزف رضوان الله عليه حتى استشهد في معركة الأحزاب، ولما مات سعد بن معاذ قال النبي عليه الصلاة والسلام بأنه اهتز لموته عرش الرحمن.
قد قيل في تفسير اهتزاز عرش الرحمن لموت الصحابي الجليل سعد بن معاذ، هو سعادة واستبشار عرش الرحمن بصعود روح سعد بن معاذ إلى السماوات العلى، فقد فرحت السماء بقدومه وكذلك عرش الرحمن.