هل تحليل الدم يفطر، إن حكم صيام شهر رمضان هو فريضة على كل مسلم ومسلم بالغ عاقل مقيم، وقد أباح الإسلام الإفطار في نهار رمضان لبعض الأعذار الشرعية كالمرض أو السفر أو كبار السن الذين يعجزون عن الصيام، وكذلك المرأة في فترة الحيض وفترة النفاس، وقد أباح الدين الإسلامي الإفطار للمرأة الحامل أو المرضعة إذا كان الصيام خطراً على صحتها، أما حول الأمور التي تُفطر الصائم فقد بيّنها الشرع من خلال أي شيء يدخل الجوف، وما عدا ذلك لا يفطر هذا ما يوضح التساؤلات الكثيرة حول موضوع ما يُفطر الصائم، وفي هذا السياق يسأل البعض هل تحليل الدم يفطر.
محتويات
هل تحليل الدم يفطر
تقتضي الضرورة الصحية القيام ببعض الفحوصات والتحاليل الطبية في فترة علاج مرض ما، أو للتشخيص عن وجود خلل في أحد وظائف الأعضاء في الجسم، إن هذه التحاليل والفحوصات تدفع الصائم للتساؤل هل تحليل الدم يفطر أم لا، وذلك للتحقق من جواز الصيام أو يتوجب عليه القضاء.
لقد أوضحت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال هل تحليل الدم يفطر؟ أن تحليل الدم لا يُفطر ولا يفسد الصيام، وذلك بالاستناد إلى أن المفطرات تتعلق بوصول أي شيء إلى جوف الصائم، بينما أن تحليل الدم يكون فيه إخراج لكمية من الدم من وريد الصائم، لذا لا حرج في إجراء التحليل وخاصة لوجود دافع صحي وضرورة طبية.
لقد بينت الشريعة الإسلامية أن ما يُفطر الصائم ويبطل الصيام هو دخول شيء إلى جوف الصائم عن قصد ودراية، كما أن هناك بعض الأدوية والعلاجات قد تتمكن من الدخول إلى الجوف لذا ينبغي الحذر من أخذ بعض العلاجات، والاستفسار قبل أخذها ما إذا كانت تفطر وتبطل الصيام أم لا، درءًا للشبهات وتجنباً للوقوع في الحرج والمشقة، أما دخول الشيء إلى الجوف خلال نهار رمضان سهواً ودون قصد فلا يُبطل الصيام كأن يأكل الإنسان أو يشرب شيء ناسياً فليتم صيامه وإنما أطعمه الله وسقاه وفق ما ورد في الحديث النبوي الشريف، وفي الختام فإن الحكم الشرعي والإجابة الشرعية على سؤال هل تحليل الدم يفطر تتمثل في أن تحليل الدم وفحصه لا يفطر ولا يبطل الصيام، لأن فيه إخراج للدم من الجسم وليس العكس، عدا عن أن إخراج الدم يكون من الوريد ولا صلة له بجوف الصائم، والله تعالى أعلى وأعلم.