حال السلف في رمضان، لقد بات شهر رمضان بيننا، جاء محملاً بالخيرات والبركات والعفو والغفران، عندما نُقبل عليه مخلصين بقلب نقي مجتهدين في العبادة وفعل الطاعات، إن أبواب الطاعات كثيرة أولها الصيام مع تجنب المعاصي والذنوب، أداء الصلوات في وقتها، والحرص على تأدية الصلوات النوافل والمداومة على صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان،حيث أن صلاة التراويح خاصة بشهر رمضان، واستغلال بركة رمضان في الدعاء لما خص الله الصائم من استجابة للدعاء، فقد كان السلف الصالح يعكفون على العبادات في شهر رمضان، في هذا المقال نوضح حال السلف في رمضان.
محتويات
حال السلف في رمضان مع القرآن
يتفاوت الناس في إقبالهم على شهر رمضان، منهم من يعتبر أن رمضان موسم طاعات ويجب عليه أن يستثمر في هذا الموسم مع الله فيكثر من الطاعات بإخلاص وإقبال على الله، ومنهم من يعتقد أن رمضان ما هو إلا طعام وشراب ويخرج من رمضان كما دخل، غير مدركين لأهمية هذا الشهر العظيم وعما ينزل من السماء من حسنات وخيرات وبركات، إن هذا الحال يتطلب منا أن نكون على دراسة بحال السلف في رمضان، وكيف كانوا يقبلون على العبادات وقيام الليل وقراءة القرآن بكل جوارحهم، إن العبد الصالح يحرص على التوبة والعودة إلى الله توبة نصوحة، بعزيمة صادقة لاغتنام رمضان في الطاعات، وعمارة أوقاته بصالح الأعمال، سائلين الله المغفرة عما فات والإعانة على العبادات والأعمال الحسنة فقد كان السلف الصالح في رمضان يعكفون على الكثير من الأعمال الصالحة منها :
- الصوم : فقد كان السلف الصالح يمتنعون عن الطعام والشراب بل ويحفظون سمعهم وأبصارهم وجوارحهم من أي ذنب أو خطيئة، حيث قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَه وشَرَابَه))؛ أخرجه البخاري.
- قيام الليل : حرص السلف الصالح على قيام الليل اقتداءً بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد كان يقيم الليل حتى تتفطر قدماه، وعندما سألته عائشة عن سبب قيامه الليل رغم أن الله قد غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه فرد قائلاً : “أفلا أكون عبداً شكوراً. ” وكذلك امتثالاً لقوله تعالى : ” والذين يبيبتون لربهم سجداً وقياماً”
- الصدقة: كان السلف الصالح يقتدون برسول الله حيث كان أجود الناس، وكان يُكثر من إخراج الصدقات في رمضان، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: ((أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ..))؛ أخرجه الترمذي، لذلك كان الصحابة يحرصون على إخراج الصدقات في شهر رمضان، كما كانوا يقومون بإطعام الطعام وتفطير الصائمين.
- الاجتهاد والإكثار من قراءة القرآن الكريم، فقد كانوا يعكفون على تلاوة آيات القرآن الكريم فيختمون القرآن في ثلاثة أيام، وكانوا حريصين على تدبر آياته والتفكر بها ما يجعلهم يبكون عند سماع آيات القرآن الكريم.
- الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، وذلك لما فيه من أجر عظيم يعادة حجة وعمرة.
- الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار وطلب العفو من الله.
- تحري ليلة القدر وذلك بقيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
لقد كان حال السلف الصالح في رمضان كله عبادات وطاعات وتقرب إلى الله تعالى، واستثمار شهر رمضان أفضل استثمار للفوز بالجنة ورضوان الله، فقد كانوا يخرجون من رمضان بحال على غير الحال الذي دخلوا به، وهكذا يجب أن يكون حالنا اليوم، وأن نحسن استغلال ثواب وبركات رمضان.