اخر اية نزلت في القران، جاء التعبير في مادة نزول القرآن الكريم وما تصرف منها في الكتاب والسنة، حيث أن لفظ النزول في استعمال اللغة يدل على معنيين، والتي يتمثل في كل من المعنى الأول والذي يدل على الحلول في مكان والأوي منه، أما المعنى الثاني فيدل على انحدار الشيء من الأعلى إلى الأسفل، أي تحريك الشيء من الأعلى إلى الأسفل، ولا شك أن هذين المعنيين لا يليق إرادته في إنزال الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم، وكثيراً ما يسأل عن ما هي اخر اية نزلت في القران الكريم وما هي أول آية نزلت في القرآن الكريم، لذا سوف نوافيكم في كافة التفاصيل والتي تتمثل في كل من ما هي اخر اية نزلت في القران الكريم ؟
محتويات
ما هي اخر اية نزلت في القران الكريم
اختلف العلماء في اخر اية نزلت في القران الكريم على الإطلاق اختلافاً كبيراً، وذلك لعدم وجود أثر صحيح مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يُعتمد عليه في تحقيق ذلك على وجه يقطع الخلاف بين العلماء، ويزيل هذا الالتباس، وتتمثل أقوال العلماء في مسألة اخر اية نزلت في القران الكريم إلى عشرة أقوال، سوف يتم ذكر أربعة منها، وتتمثل في ما يلي :
- القول الأول أن اخر اية نزلت في القران الكريم قوله تعالى :” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ “.
والدليل على ذلك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليالي، ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
- القول الثاني أن اخر اية نزلت في القران الكريم قوله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ “.
والدليل على ذلك أن كل من ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر قال :”آخر آية نزلت آية الربا”.
- القول الثالث أن اخر اية نزلت في القران الكريم قوله تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ …. إلى قوله “وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.
الدليل على ذلك لما روي عن سعيد بن المسيب :”إنه بلغه أن أحدث القرآن عهداُ بالعرش آية الدين”.
حيث يمكن الجمع بين الثلاثة أقاويل من خلال ما قاله السيوطي :”لا منافاة عندي بين هذه الروايات لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها قصة واحدة، فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر”.
ما هي أول اية نزلت في القران الكريم
تعددت أقوال العلماء في تحديد أول اية نزلت في القران الكريم على الإطلاق، ومن أبرز الأقوال التي قيلت في مسألة أول اية نزلت في القران الكريم، كما أنه سوف يتم عرض أصح الأقوال في هذه المسألة، حيث تتمثل أقوال العلماء في ما هو آتي :
- قيل أن أول اية نزلت في القران الكريم قوله تعالى في كتابه العزيز :” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى”.
والدليل على ذلك ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حديث بدء الوحي فقالت :” كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِي النَّوْمِ. فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ. ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ، (وَهُوَ التَّعَبُّدُ) اللَّيَالِيَ أُولاَتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ. قَالَ: “مَا أَنَا بِقَارِئٍ” قَالَ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ. قَالَ قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ. ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ….”،.
- قيل أول اية نزلت في القران الكريم قوله تعالى في أوائل سورة المدثر.
حيث استدل العلماء من ما ورد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حيث قال :” سألت جابر بن عبد الله : أي القرآن أنزل أول فقال يا أيها المدثر فقلت أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل أول فقال يا أيها المدثر فقلت أنبئت أنه اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على كرسي بين السماء والأرض فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا وأنزل علي يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر.
- والقول الثالث والأخير هو أن أول اية نزلت في القران الكريم قوله تعالى في سورة الفاتحة.
حيث يمكن الجمع بين الثلاثة أقاويل من خلال أن أول ما نزل من الآيات هي اقرأ باسم ربك، وأول ما نزل من التبليغ هي يا أيها المدثر قم فأنذر، وأول ما نزل من السور كاملة هي سورة الفاتحة.