لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة، لقد أُطلق على المعارك التي خاضها النبي محمد ومن معه من المسلمين اسم الغزوات، وقد كانت أول غزوة شارك بها النبي هي غزوة بدر الكبرى والتي وقعت خلال شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة الشريفة، وقد تحقق فيها النصر المؤزر من الله تعالى على الرغم من قلة عدد المسلمين وعتادهم، أما آخر غزوة غزاها النبي فهي غزوة تبوك التي وقعت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، حيث يفصلها عن حصار الطائف حوالي ستة أشهر، لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة.

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة
لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

إن غزوة تبوك الغزوة الأخيرة في حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة لما كان عليه المسلمين من عسرة وضيق وجدب وحر شديد وشدة في الحال، فقد كانت غزوة تبوك بين جيش المسلمين والروم البيزنطيين، فقد أمر النبي المسلمين بالبقاء في المنطقة على الحدود الشمالية للدولة الإسلامية في تأكيد للروم عن قوة المسلمين وإصرارهم على القتال وعدم خوفهم من جيش الروم، فقد رغب النبي في الدخول من جهة الشمال، لكن الخليفة عمر بن الخطاب أشار عليه بعدم القيام بذلك لما فيه خطورة على جيش المسلمين، وتكمن أهمية الغزوة في كونها أول غزوة يقوم بها النبي خارج حدود المدينة ويشن هجوماً وإغارة على أعداء الدين.

وقد سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة بسبب حال المسلمين في تلك السنة من ضيق وشدة وعسر، بالإضافة إلى الحر الشديد والقيظ الذي عانى منه المسلمين، وقد جاء في بعض الكتب أن المسلمين الذين تجهزوا للغزوة كانوا قلة، ولكن رغم قلتهم فقد قذف الله الرعب والخوف في قلوب الروم أعداء الله، وقد منّ الله على جيش العشرة بالثمار اليانعة والظلال الوافرة، وحصل المسلمون على الراحة بعد العناء والمشقة وقد قال تعالى في ذلك: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ).

لم يتوانى المنافقين عن إظهار نفاقهم في كل غزوة يغزوها المسلمين، ففي غزوة تبوك حاول المنافقين تثبيط المسلمين عن المشاركة في الغزوة متذرعين بالحر الشديد والعناء الذي سيتكبدونه خلال الغزوة، وقد تخلفوا عن المشاركة فيها، كما حاول المنافقين والمرجفين اغتيال النبي من خلال تجمع اثنا عشر مقاتل لمزاحمة ناقة النبي ليتمكنوا من قتله في العقبة وقد تنبه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان لذلك وقام بتنبيه النبي ورد الله كيدهم إلى نحورهم.

Scroll to Top