نهى الله سبحانه وتعالى عن التبذير، ومن الأمثلة عليه، عندما أنزل الله تعالى القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شمل القرآن كافة الأحكام المتعلقة بالناس والتي تتضكم توعيتهم بكافة أمور حياتهم وعلمها للنبي صلى الله عليه وسلم لكي يعلمها للناس، ولقد حذر القرآن الكريم في آياته المظاهر الدالة على البذخ والتبذير والكبر والهمز واللمز وغيرها من المظاهر المنتشرة في المجتمع بشكل عام، لما لهذه المظاهر من عواقب وخيمة تعود على الفرد وعلى البيئة الشارعة به، ولقد شدد القرآن الكريم وما جاء في مضمون أحاديث السنة عن وجوب منع وتحريم مثل هذه المظاهر وأبرزها التبذير فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن التبذير، ومن الأمثلة عليه ما سنذكره بالتفصيل في هذا المقال.
محتويات
حكم الإسراف والتبذير
كما وضح الله تعالى في القرآن الكريم فإن حكم الإسراف والتبذير غير جائز شرعا ايتنادا لقوله تعالى “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا” وقوله تعالى” إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” وذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى تهذيب النفس البشرية وتوضيح سبب تحريم الإسراف والتبذير والهدف وراء هذا المنع ومن ذلك، أن الزيادة والمبالغة في الأكل يؤدي إلى الضرر المادي وإضاعة الأموال بلا طائل، فالواجب على المسلم أن أن لا يسرف المال إلا بقدر حاجته من المأكل والمشرب وغير ذلك يكن من مظاهر الإسراف، وأما التبذير فهو ضياع المال في أمور قد تكون محرمة مثل لعب القمار والمعاصي فلا بد على المسلم أن يصون المال الذي منحه الله إياه وصرفه في وجوه الخير كالصدقات والإنفاق وإطعام المساكين والمعسرين في المجتمع وبناء الخدمات التي تنفع المة كالمساجد والمدارس والمستشفيات وما إلى ذلك.
مظاهر الإسراف والتبذير
تتعدد مظاهر الإسراف في المجتمع في كافة المناحي وعلى كافة الأصعدة وفي مجملها محرمة ومنهي عنها كما جاء فيي النص الصريح والواضح الذي بينه الله عز وجل في القرآن الكريم وبيمنته أحاديث السنة النبوية ولعل من أبرز هذه المظاهر كالتالي:
- الإسراف في مقتنيات البيت : ومثال ذلك هدر الماء في أشياء لا تستحق كل ذلك كالإسراف عند الوضوء والاستحمام، كذلك الإسراف في استحدام الكهرباء وعد ترشيد استهلاكها.
- الإسراف في المناسبات الاجتماعية: ومن هذه المناسبات مناسبة الزواج فنجد العروس تلبس فستان زفاف يصل ثمنه إلى مبالغ طائلة بالإضافة إلى تكاليف الحفل المبالغ بها فكل هذا إسراف حتى يصل بهم الأمر إلى الدين وهذا مكروه.
- الإسراف في رمضان: تكثر مظاهر الإسراف والتبذير في شهر رمضان بالتحديد فنجد الكثير من أصناف الطعام والحلو وفي الأغلب هذه الأصناف تذهب أدراج الرياح وهذا مكروه أيضا.
- الإسراف في الأسواق: تتعدد مظاهر الإسراف في الأسواق ومنها الارتفاع الشاهق في الأسعار واهمال المراقبة وانتشار المعاملات الربوية فيها.
- الاسراف في الكلام : يعتبر الزيادة في الكلام في أماكن لا يجوز فيها الحديث مظهر من مظاهر الاسراف الذي لا يجوز ومكروه أيضا كزيارة المرضى ورفع الصوت.
- الإسراف في المركبات الحديثة: لقد شهد العالم في القرن الأخير انتشار كبير لعدد من السيارات والمركبات التي لا طائل من وجودها سوى زيادة الحوداث.
نهى الله سبحانه وتعالى عن التبذير، ومن الأمثلة عليه
لم يقتصر النهي في التبذير على المأكل والمشرب إنما تعداه لكافة مناحي الحياة التي تشهد تبذيرا سافرا ليس لبغية حقيقة مفيدة إنما ابتغاء المظاهر الكذابة ولقد نهى الله عز وجل عن كل ما يؤدي إلى التبذير سواء كان في المأكل والمشرب والكلام والمركبات الحديثة وغيرها.