ما اول ما تكلم به الرسول حين قدم المدينه، إن الأذى الذي تعرض له المسلمين في مكة المكرمة دفعهم للهجرة هرباً بدينهم من بطش وأذى قريش، فكانت هجرتهم الأولى إلى الحبشة حيث كان فيها ملكاً عادلاً لا يُظلم عنده أحداً، ثم كانت هجرة المسلمين الثانية إلى يثرب بعد أن اشتد عود الإسلام فيها وكثُر مناصروه، ثم تبعهم هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبو بكر إلى يثرب، والتي سميت بعد قدوم النبي إليها بالمدينة المنورة، وأصبحت هذه بداية للتاريخ الهجري في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، ما اول ما تكلم به الرسول حين قدم المدينه.
محتويات
ما اول ما تكلم به الرسول حين قدم المدينه
عندما قدِم النبي محمد -عليه السلام- إلى المدينة برفقة صاحبه أبو بكر الصدّيق استقبلهما الأنصار والمهاجرون بحفاوة، وأخذوا يرددون النشيد المشهور ” طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داعٍ، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع، جئت شرّفت المدينة مرحباً يا خير داع، وقد كان اول ما تكلّم به الرسول حين قدم المدينة المنورة : ” أيها الناس، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نِيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
إن أول ما تكلم به الرسول حين قدم المدينه كان بمثابة تأسيس لدولة إسلامية قائمة على أسس متينة، عدا عن الأجر والثواب العظيم لها، فقد كان خطابه دعوة الناس لإطعام الطعام ورد السلام وإفشاءه لتنتشر المحبة بين الناس، وصِلة الأرحام، و حث على صلاة قِيام الليل لأن هذه الأفعال هي السبيل إلى دخول الجنة، ولم يقتصر خطاب النبي على ذلك بل قام ببناء المسجد ليكون مركز لإدارة شؤون الدولة الإسلامية ومكان لأداء العبادات وتلاوة القرآن والذكر والدعاء، كما قام -صلى الله عليه وسلم- بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فقد آثر الأنصار المهاجرين على أنفسهم فتقاسموا معهم بيوتهم وأملاكهم في أبهى صورة من صور الإيثار التي لم يعهدها العرب من قبل، كما أقر صحيفة تحدد التعامل بين فئات المجتمع سواء بين المسلمين أو بين المسلمين وغيرهم.