الرياء شرك اكبر ام اصغر، يعتبر الإخلاص لله تعالى من أسمى صفات المسلم، والتي لها تأثير كبير في حياته، ويأتي الرياء كمفهوم عكسي للإخلاص، وهو يُعرف بأنه ‘ظهار الشخص العبادة بقصد أن يراها الناس، فيحمدوه عليها، وما أكثر الرياء في وقتنا الحالي، حيث نجد الكثير من الناس يلبسون ثياب التقوى والإخلاص لله تعالى، لكنهم يخفون وراء ذلك الكذب، والخداع، وأن الأعمال التي يظهرها للناس على أنها لله تعالى، لكنه يخفي في قلبه أنها لغير الله تعالى، فمثلاً شخص يصلي في المسجد حتى يرى الناس صلاته، فيحسدونه على حبه للصلاة في المسجد، وتقواه، كذلك أن يقوم الشخص بالتصدق، حتى يثني عليه الناس وعلى كرمه، وكل ذلك تحت مسمى الرياء، وفي مقالنا سنتعرف هل الرياء شرك اكبر ام اصغر؟
محتويات
الرياء شرك اكبر ام اصغر
حكم الرياء هو حرام، وهو من الشرك الأصغر، والدليل على ذلك ما يلي:
- قول الله تعالى: ” فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّين، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”.
- حديث الصحابي محمود بن لبيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إنَّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصْغَرُ، قالوا: وما الشِّركُ الأصْغَرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الرِّياءُ؛ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم يومَ القِيامةِ إذا جُزِيَ الناسُ بأعمالِهم: اذْهَبوا إلى الذين كنتُم تُراؤون في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدون عِندَهُم جزاءً”.
ولقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الرياء، وذلك في قوله:” ألا أخبركم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ ؟ ، فقلنا : بلى، يا رسولَ اللهِ قال : الشركُ الخفيُّ : أن يقوم الرجل فيصلي فيزيدُ صلاتَه ؛ لما يرى من نظرِ رجلٍ”، يبين لنا الحديث السابق خطورة الرياء، فالنبي صلى الله عليه وسلم خاف على أمته من الرياء أكثر من خوفه عليها من المسيح الدجال، وذلك بسبب الآثار الخطيرة المترتبة عليه، ومنها: أنه شرك خفي لا يعلم به إلا الله تعالى، وهو شرك أصغر، ويمكن أن يوصل صاحبه إلى الشرك الأكبر، بالإضافة إلى أن الرياء يفسد العمال الذي يخالطه، فيفقد الإنسان كل عمل لم يخلص فيه لله تعالى.