القتل الخطأ يمنع القاتل من الإرث، من ضمن الأحكام والمسائل الفقهية في الشريعة الاسلامية، التى وضعت الحدود والأحكام الواجبة في حدوث هذه القضايا، ومقال اليوم يقف على القضايا التي تختص بالقتل الخطأ الغير متعمد، والتى يبحث الكثير عن التوضيح التابع لها في الشريعة الاسلامية، لمعرفة الحدود الواجب تطبيقها بكل ما يخص القتل الغير متعمد، وتحديداً في الآونة التى ازدادت فيها جرائم القتل في المجتمعات مؤخراً، فلنتابع السطور الآتية التى تحمل لنا التوضيح الكافي لالقتل الخطأ يمنع القاتل من الإرث.
محتويات
هل يرث القاتل الخطأ؟
والذي يتسبب بقتل أخيه المسلم بدون قصد منه، أي قتل غير متعمد، وحول ذلك يقول الله تعالى في سورة النساء: ” وما كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا “(92)، تبعاً ذلك وضع أهل العلم باجماع الحكم التالي:
- ما ورد هو أن أمر القاتل خطأ فيه خلاف ، ورجح بعض أهل العلم أنه يرث المقتول ، لكن لا يرث من ديته (في حال دفع الدية) وإنما يرث من بقية تركته.
لماذا يحرم القاتل خطأ من الميراث؟
وفي مسألة القتل الخطأ؛ رجح أهل العلم أن القاتل لا يرث المقتول، ولكن من المؤكد أن هناك بعض الأسباب التي دفعت الشريعة الى حرمان القاتل من الميرات، وأنها من مصلحة الطرفين والمجتمع، ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” القول الراجح في مسألة القتل: أنه إذا تعمد الوارث قتل مورثه عمدا لا شك فيه، فإنه لا يرث، وإن كان خطأ فإنه يرث، ولكن هل يرث من الدية التي سيبذلها؟ لا يرث؛ لأن الدية غرم عليه، كما وجاء أيضاً في حديث رواه ابن ماجه: ( أنه يرث من تلاد ماله ) أي قديمه، فيرث من المال، لا من الدية ” وهذا الشرح من “الشرح الممتع” (11/321) .
- إن كان قصد القاتل من قتل مورثه استعجال ميراثه كان الواجب بعد ذلك ان يتقرر حرمانه منه زجراً له ودرء للفساد.
لماذا لا يرث القاتل المقتول
إن من صفات المتقين الذين يحبهم الله تعالى ورسوله؛ أنهم يلتزمون بمنهج الله عزوجل، وماشرع من الحق يهتدون اليه، ويبتعدون عن كل النواهي والتحذيرات الالهية.
لا يرث القاتل من المقتول إذا كان قتله تم عن قصد وعدوانًا ففي هذه الحالة لا يرث منه، وهكذا لو كان خطأً ينبغي عليه الدية أو الكفارة فإنه لا يرث منه، لتفادي المفاسد ودرئها.