لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، لقد ضرب الصحابة -رضوان الله عليهم- أروع الأمثلة في التضحية في سبيل الله، والإقدام في الحرب والسعي لإعلاء راية الحق راية أن لا إله إلا الله، والعطاء والجود بالنفس والمال والأملاك في سبيل الله وفي سبيل رفع راية الإسلام ونشر الدين الإسلامي، فقد صنعوا تاريخ الإسلام المجيد، من بينهم الصحابي الجليل سعد بن معاذ يأتي في طليعة الشباب الذين صنعوا التاريخ، كيف لا وهو له دور عظيم في نشوء وتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة والعمل على تثبيت أركانها وتقويتها في بدايات تأسيسها، ارتبط اسم سعد باهتزاز عرش الرحمن، لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
محتويات
لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ إسلام ويب
الصحابي الجليل سعد بن معاذ صاحب السيرة العطرة، والأثر الطيب في نشأة الدولة الإسلامية، وصاحب الدور البارز في نشر الدين الإسلامي في المدينة المنورة وذلك بعدما دعا قومه للدخول في الإسلام، فقد شُهد له بالمواقف النبيلة والفاصلة على طريق الدعوة الإسلامية الطويل والمعبد بالصعاب والعقبات، وقد روى ابن عمر، قال -صلى الله عليه وسلم-: «هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ،وفُتِّحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضمة ثم أُفرِج عنه» فقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، وعن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ من فرح الرب عز وجل».
سعد بن معاذ بن النعمان من بني عبد الأشهل، عُرف بأنه اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ، إنه من قبيلة الأوس التي كانت تقطن في يثرب، بل وهو سيد قبيلة الأوس رغم حداثه سنه، وقد دخل في دين الإسلام وهو في عمرٍ لم يتجاوز الثلاثين عاماً على يد سفير النبي في يثرب مصعب بن عمير، حيث أرسل النبي مصعب بن عمير إلى يثرب ليعلم المسلمين أمور دينهم، وكان إسلام سعد بن معاذ عندما جاء غاضباً يريد زجر مصعب عن دعوته ورده إلى مكة، لكن الكلمات الصادقة والآيات المباركة التي بدأ مصعب بتلاوتها من القرآن الكريم، كان لها وقعاً وأثراً على سعد فتبدل الحال ودخل في الإسلام، ورافق مصعب في الدعوة إلى الإسلام، وقد فتح الله على يديه فتحاً عظيماً فانتشر الإسلام انتشاراً واسعاً في يثرب حتى تهيأت واستعدت لاحتضان الدولة الإسلامية لكثرة مَن دخلوا في الإسلام، وتجهزت يثرب لاستقبال النبي محمد -عليه السلام- لتصبح عاصمة الدولة الإسلامية وموطنها، وقد جاء حول إسلام سعد بن معاذ قول ابن إسحاق :«لما أسلم سعد وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا فضلاً، وأيمننا نقيبة. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام، حتى تؤمنوا بالله ورسوله. قال: فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل لا امرأة إلا أسملوا»، وبهذا الموقف العظيم وبهجرة النبي إلى يثرب تحول اسمها لتصبح المدينة المنورة، مقر الدولة الإسلامية، والتي شرعت أبوابها للمهاجرين من المسلمين الذين قدِموا من مكة فراراً بدينهم من بطش وأذى قريش، وقد جعل قوم سعد بن معاذ بيوتهم وأموالهم وأملاكهم تحت تصرف المسلمين المهاجرين دون منة أو حساب.
لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، لقد صدق سعد بن معاذ العهد مع الله فصدقه، وقد دعا الله أن يرزقه الشهادة فمات شهيداً بعد غزوة الخندق بينما كانوا يحاربون بني قريظة، وعند موته اهتز عرش الرحمن استبشاراً وسروراً بقدومه.