من هو اول من امر بجمع القران الكريم، القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، والذي أنزله على النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته والمنقول إلينا بالتواتر، ويبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس، ولقد كان ينزل الوحي جبريل عليه السلام ويلقي في قلب محمد الآيات القرآنية، فيحفظها النبي صلى الله عليه وسلم حفظاً دقيقاً عن ظهر قلب، بعدها يتلو الرسول الآيات القرآنية على الصحابة الكرام، فيحفظوها مثل ما حفظها النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد مر القرآن الكريم في حفظه وجمعه بعده مراحل، وفي هذا المقال سنتعرف على من هو اول من امر بجمع القران الكريم؟
محتويات
من هو اول من امر بجمع القران
أول من جمع القرآن الكريم هو الخليفة أبو بكر الصديق، حيث أمر أبو بكر زيد ابن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمع القرآن الكريم، فقام زيد بتتبعه وجمعه من العسب وصدور الرجال، ومن ثم كتابته في الصحف.
جمع القران الكريم
جُمع القرآن الكريم على ثلاثة مراحل هي:
المرحلة الاولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه المرحلة تسمى “حفظ القرآن في الصدور”، حيث كان جبريل عليه السلام ينزل بالآيات القرآنية على ظهر قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليحفظها النبي حفظاً دقيقاً متقناً عن ظهر قلب، تصديقاً لوعد الله تعالى للرسول الكريم، قال تعالى: “لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه”، أي جمعه في صدره، وستقرأه قراءة على مراد من أنزل القرآن عليه، بعدها يقرأ الرسول القرآن الكريم مرة أخرى أمام أصحابه رضي الله عنهم، فمنهم من يحفظ الآيات حفظاً دقيقاً كما حفظه النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي كانت تعتمد المرحلة الأولى على حفظ القرآن أكثر من الاعتماد على الكتابة بسبب سرعة الحفظ وقوة الذاكرة عند الصحابة الكرام.
المرحلة الثانية: ولقد كانت في عهد أبو بكر رضي الله عنه، يقول أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: إنَّ عُمَرَ أتَانِي فَقالَ: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمَامَةِ بقُرَّاءِ القُرْآنِ، وإنِّي أخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ بالمَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ، وإنِّي أرَى أنْ تَأْمُرَ بجَمْعِ القُرْآنِ”، فأمر سيدنا أبو بكر زيد ابن ثابت كاتب رسول الله بتتبع القرآن الكريم، والذي أخذ بجمعه من العسب وهو جريد النخل، وهو من صدور الرجال، وقام بكتابته في الصحف، فكانت الصحف عند أبو بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر بن الخطاب حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
المرحلة الثالثة: ولقد كانت في عهد عثمان رضي الله عنه، حيث سمع أن أهل الشام يقرءون بقراءة وأهل العراق يقرءون بقراءة، واختلف كل من أهل الشام والعراق على قراءة القرآن الكريم، فكل منهما قرأ بوجه وبحرف مختلف عن الآخر، واختلف الصحابة واختلف الناس حتى كادوا أن يقتتلوا، فذهب حذيفة إلى عثمان بن عفان، وقال له أدرك لأمة قبل أن تختلف في كتابه الله اختلاف اليهود والنصارى، ومن هنا أمر الخليفة عثمان بن عفان حفصة بن عمر رضي الله عنها أن ترسل بالصحف التي تم جمعها في عهد الخليفة أبو بكر الصديق، فأرسلت حفصة رضي الله عنها الصحف إلى عثمان بن عفان، فأمر عثمان الصحابي زيد ابن ثابت وعبد الله بن الزبير، وسعيد ابن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث ابن هشام أن يجمعوا هذه الصحف وأن ينسخوها في مصحف امام واحد، وأن ينسخوا من هذه النسخة مجموعة من النسخ، ليرسل إلى كل مصر وإلى كل أفق من الآفاق بمصحف من هذه المصاحف، وآمر بحرق بسائر الصحف التي كتبت زيادة عن الصحف التي كانت عند حفصة، وتم حرقها على مرئ ومسامع وبإجماع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.