كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة

من أجل تحقيق كمال الحب والذل في الصلاة، لابد لنا من استحضار النية للخشوع في الصلاة والشعور بالطمأنينة بأنك بين يدي الله، بحيث يكون خوفك من الله وضرورة الاستغفار من الذنوب، التي يفعلها الإنسان في كل يوم ولحظة، بحيث يكون الإنسان ساجداً بين يدي ربه.

سؤال كتاب التوحيد للصف الأول الثانوي، والذي يتساءل عن كيفية تحقيق الكمال والذل في الصلاة للخالق عز وجل.

كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة

كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة
كيف نحقق كمال الحب وكمال الذل في الصلاة

بالخشوع والخضوع لله عز وجل في صلاتنا، وتذللنا له ورجاءه في صلواتنا يتحقق الحب لله، ويستحضر العبد عظمة ربه في قلبه، السجود فيه يكون العبد أقرب ما يكون لربه، والذل في الصلاة وبخاصة في سجود العبد لربه، يجعل الإنسان يتقرب من ربه أكثر، فيشعر فيها مدى ضعفه وحاجته للتقرب من ربه وأن يتبع أوامره ويتعد عن نواهيه.

وإن عدم تحقيق الحب والخضوع لله تعالى معناه عدم الشعور بأركان الإيمان، الإيمان القلبي الذي تنشأ فيه المشاعر الضرورية للعبادة وتأدية فرائض الدين، فالصلاة من الفرائض الدين التي فرضها الله على عباده، فجعل العلماء للعبادة الأهمية الكبيرة، للشعور بالذل والحب لله تعالى، إذ قال ابن القيم:” والعبادة هي كمال الحب مع كمال الخضوع والذل والشرك في هذه العبودية من أظلم الظلم الذي لا يغفره الله”، ويقول ابن تيمية:” والعبادة تجمع كمال الحب مع كمال الذل”.

الأمور التي تُشعر بكمال الحب والخضوع لله والتي تنشأ من الشعور بأركان الإيمان

الأمور التي تُشعر بكمال الحب والخضوع لله والتي تنشأ من الشعور بأركان الإيمان
الأمور التي تُشعر بكمال الحب والخضوع لله والتي تنشأ من الشعور بأركان الإيمان

أولاً: المعرفة بالخالق تعمل على كمال الحب وكمال الخضوع:

  • وهي الشعور بان الله عز وجل هو المالك، ولهكل صفات الإنعام، له الملكية لكل شيء، فيجب على الإنسان أن يتنازل عن نفسه، ليُنسب نفسه إلى الله عز وجل المالك الحقيقي لهذا الكون ولكل شيء، فيكون الإنسان متيقناً بأنه مدين بالولاء، ومأسوراً لفضله منكسراً له، فيه النقص العوز لله ، فالله عز وجل هو المقيت، إذ هو الذي يُعطيه القوت، وكما أن المالك يفعل ما يريد فيما يملكه، وعلينا الإلتزام بالأوامر والإبتعاد عن النواهي.
  • شعور العبد بأن الله عز وجل هو العزيز: فالإنسان يشعر بذله وضعفه وخضوعه لله عز وجل، فهو الإنتساب إلى الله لينال العزة، واختار أن يكون الله سيداً له وأن يكون عبداً لينال بها العزة.
  • الشعور بأن الله عز وجل هو القادر: يكون عالماً يقيناً بضعفه أمام قدرة الله عز وجل وعلمه وسمعه وبصره، ويشعر بمدى قرة ربه في كل شيء، وهذا هو الخضوع لله، وهو حب الإنتساب إلى قادر يتوكل عليه.
  • الشعور بأن الله هو الخالق: الذي خلق البشر، وجعل فيهم الحياة، وجعلهم مبصرين يسمعون قويين، وأعطاهم الكثير من القدرات والنعم، فهو أولى بهذه الصفات، التي هي عند البشر ضعيفة ناقصة، ولله صفات الكمال كلها، فيخضع لمن له صفات أعلى منه وأعظم، فهو أعلى وأجل وهو العظيم في كل صفاته، وله الإحتياج والإنتساب.

ثانياً: الشعور بأركان الإيمان للوصول لكمال الحب والخضوع لله:

  • الشعور بالآخرة التي تجعل في نفس المسلم الحب والخضوع لله، إذ يكون متبعاً للأوامر ومبتعداً عن النواهي، فهو مالك يوم الدين، وله الجنة والنار، فيُعطي أهل الجنة العطاء الجزيل، ويفعل ما يشاء في العباد.
  • والسبب الرئيسي لعدم تحقيق كمال الحب والخضوع له، هو وجود انفصام بين الإقتناع بأركان الإيمان والشعور بها، فمن يكون مقتنعاً في بعذاب القبر فإنه يخافه ويرهبه، ومن يقتنع بشفاعته فيكون راغباً راجياً إياها.

وللإنسان صفات مثل صفات الله عز وجل كالإرادة والروح والحكمة، ولكن تعالى الله عن مستوى هذه الصفات، إذ أنها صفات دنيا ضعيفة، فيكون مغروراً بها، وبعقله، يظن أنه من أوجد هذه الصفات في نفسه، فلا بد له من أن يُركع عقله وقلبه، يُهذب نفسه عن الكبر، فهو الذي يأمرها ويرعاها إن كانت قاصرة أو عاجزة، إذ لابد له أن يكون مقنعاً لنفسه بأن لها رباً وإلاهاً ويجب عليه  الخضوع له.

Scroll to Top