من اول من رمى سهم في سبيل الله

من اول من رمى سهم في سبيل الله، وهو من الصحابة الكرام الذين عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يرافقونه في كل مكان، وهو من أشجع فرسان المسلمين الذين قاتلوا بكل بسالة في المعارك والغزوات، وهو من الصحابة الذين له فضل كبير على الإسلام، ويعتبر هذا الصحابي أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولقد كانوا من السابقين الأولين في دخول الإسلام، مدحه الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً، وكان يفتخر ويعتز بقرابته إليه، ولقد جعله سيدنا عمر رضي الله عنه أحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم لكي يختاروا الخليفة من بعده، ولكي تتضح الصورة أكثر حول من اول من رمى سهم في سبيل الله تابعونا في السطور القادمة.

من اول من رمى سهم في سبيل الله

من اول من رمى سهم في سبيل الله
من اول من رمى سهم في سبيل الله

أول من رمى سهم في سبيل الله هو سعد بن أبي وقاص، ولقد كان من أهل الشورى الستة الذين اختارهم سيدنا عمر رضي الله عنه عند وفاته لاختيار خليفة المسلمين من بعده، ويعتبر سعد بن أبي وقاص أول من أراق دماً في سبيل الله، ولقد حدث ذلك عندما أعترض المشركين سبيل المسلمين عندما أرادوا أداء الصلاة في أحد شعاب مكة، فغضب سعد بن أبي وقاص، وقام بضرب رجلاً من المشركين بعظم جمل فشجه، فكان بذلك أول شخص يريق دم في سبيل الله، أيضاً كان سعد بن أبي وقاص أول من رمي سهم في سبيل الله، ولقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:” اللهم استجب لسعد إذا دعاك”، فكان سعد بن أبي وقاص لا يدعو إلا استجيب له، ولقد شهد مع الرسول الكريم جميع غزواته، وأمره سيدنا عمر رضي الله عنه قائداً على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس، فكان قائداً للجيش الذي هزم الفرس بالقادسية، كذلك فتح عمر سعد بن أبي وقاص مدائن كسرى، بالإضافة أنه قام ببناء الكوفة.

الصحابي سعد بن أبي وقاص

الصحابي سعد بن أبي وقاص
الصحابي سعد بن أبي وقاص

الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص هو من أوائل من دخلوا الإسلام، وكان في السابعة عشر من عمره، وهو أول من رمى سهم في سبيل الله، وهو الوحيد الذي افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبويه، وجاء في السنة أن رجلٌ منَ المشركين قد أحرَق المسلمين فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَعْدُ ارْمِ فِداك أبي وأمِّي قال فنزَعْتُ بسهمٍ ليس فيه نَصْلٌ فأصَبْتُ جنبَه فوقَع وانكشَفت عورتُه فضحِك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نظَرْتُ إلى نواجذِه”، وكان سعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه، وكان من المجاهدين في معركة بدر ومعركة أحد، ولقد كان النبي يفتخر به، وفي يوم من الأيام أقبل سعد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “هذا خالي فليرني امرؤ خاله”، وهو من العشرة المبشرين رضي الله عنه، ولم يسبقه في الإسلام إلا أبي أبي بكر وعلي وزيد.

وفي يوم من الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بين نفر من أصحابه، “فرنا ببصره إلى الافق في إصغاء، من يتلقى همساً وسراً، ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم، يطلع عليكم الآن رجل من أهل المدينة، وأخذ الصحابة يتلفتون ليروا هذا السعيد، فإذا به سعد بن أبي وقاص آت”.

وكان سعد بن أبي وقاص يحب الخير للناسٍ، ولا يحمل في قلبه أي حقد ولا سوء، وجاء أن الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص سأل سعد بن أبي وقاص أن يدله على ما يتقرب به إلى الله من عبادة، فقال: لا شيء، أكثر مما نعمل جميعاً ونعبد، غير أنني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوء.

توفي الصحابي سعد بن أبي وقاص في سنة 55 من الهجرة، وكان آخر المهاجرين وفاة، وتم دفنه في البقيع.

Scroll to Top