هل يجوز اخراج زكاة الفطر مال، لقد تم تعريف زكاة الفطر في اللغة من قبل العلماء والفقهاء حيث يراد بتعريف الزكاة في اللغة الطهارة كما تدل أيضا زكاة الفطر على النماء والبركة، كما تم تعريف زكاة الفطر في الشرع على أنها هي عبارة عن ما يقوم الإنسان المسلم بدفعه من المال بعد إنتهاء شهر رمضان المبارك وقبل صلاة العيد أيضا، وذلك بسبب الفطر منه، كما يطلق أيضا على زكاة الفطر اسم صدقة الفطر، وسميت أيضا عند بعض الفقهاء بالزكاة وذلك لِما في دفعها من تزكية لنفس الإنسان الصائم، كما تعمل الزكاة أيضا على تطهير النفس، كما تم تخصيصها بالفطر، وذلك لكونها تعتبر واجبه على كل المسلم بالفطر من شهر رمضان المبارك، هل يجوز اخراج زكاة الفطر مال.
محتويات
هل يجوز اخراج زكاة الفطر مال
لقد اختلف العلماء والفقهاء في جواز اخراج زكاة الفطر مالا، في القول الأول فقد ذهب جمهور العلماء من المذهب المالكي والشافعي والحنبلي إلى أن إخراج زكاة الفِطْر نقدا لا تجوز وذلك من خلال استدلالهم لما قد تم ذكرة في السنة النبوية الشريفة على أنه من المفروض والواجب في إخراج زكاة الفطر عند المسلمين لا بد أن تكون من الطعام، حيث ان هذا ما فعله النبي محمد صلّى الله عليه وسلم وأصحابه أجمعين في عهد النبي، وذلك لمى ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)، كما استدلوا ايضا بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه حيث قال: (كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ)، كما رورد في القول الثاني بشأن جواز اخراج زكاة الفطر مالا حيث أجمع فقهاء وعلماء المذهب الحنفي وبعض من أئمة وفقهاء السلف مثل سفيان الثوري وعمر بن عبدالعزيز والحسن البصريّ وإسحاق بن راهوية بالإضافة إلى أبي ثور بجواز أن يخرج المسلم قيمة زكاة فطرة مالا حيث ذهب فقهاء وعلماء الحنفية والسلف إلى تفضيل النقد في زكاة الفطر وذلك لحاجة الإنسان الفقير إلى المال، حيث استندوا في هذا الحكم إلى أن الحكمة والمقصد والهدف من وراء صدقة الفطر إنما هي إغناء الفقراء والمساكين، والعمل على سد احتياجاتهم حيث أنه قد يتحقق هذا الأمر من خلال المال بشكل أبلغ وأعظم، كما تم تحديد بعض الأصناف في الحديث الذي قد استدلوا به أصحاب القول من الحنفية والسلف الأول وذلك لأنه هو على سبيل المثال لا الحصر حيث إن الأموال لها قيمة في الشرع وهي الأموال التي كان الناس يبيعون ويشترون بها وقد اختلف ذلك الحال، فأصبح البَيع والشِّراء بالنقود.