هل امر الرسول بحرق الاحاديث

هل امر الرسول بحرق الاحاديث، تعتبر الأحاديث النبوية الشريفة هي جزء لا يتجزأ من السنة النبوية المطهرة التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تم تعريف السنة النبوية على أنها هي عبارة عن كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية، وتنقسم الأحاديث الشريفة إلى قسمين أساسيين والتي تتثمل في كل من الحديث النبوي والحديث القدسي، حيث يعتبر الحديث النبوي هو ما كان لفظه ومعناه من عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أما الحديث القدسي فهو ما كان لفظه من عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعناه من عند الله سبحانه وتعالى، وبهذا سوف نجيب لكم على السؤال الذي ينص على هل امر الرسول بحرق الاحاديث ؟

نهي الرسول عن كتابة الحديث

نهي الرسول عن كتابة الحديث
نهي الرسول عن كتابة الحديث

يمكن تعريف كتابة الحديث أو تدوينه على أنه هو عبارة عن قيام الصحابة الكرام بعملية التسجيل لكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث أو أفعال، لما للأحاديث النبوية من أهمية كبيرة في تفصيل الدين الإسلامي وتوضحيه، حيث تعد المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، فهي جاءت مفصلة وشارحة لما جاء في القرآن الكريم، فمثلاً يوجد في كتاب الله أن الصلاة فرض على كل مسلم وعددها خمس صلوات إلا أن السنة وضحت لنا كم ركعة لكل فرض من الفرائض وكيف يتم أداء الصلاة وغيرها من التفاصيل، ومن الغريب أن كثير من الكاذبين الطاعنين لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم استغلوا رفض النبي محمد صحابته أن يدونوا الأحاديث التي ترد عنه، حيث قال في حديث شريف له :”لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ”، حيث امر الرسول بحرق الاحاديث وذلك لعدة أسباب تتمثل في كل من ما هو آتي :

  • حتى لا يخلط المسلمين بين كل من القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
  • حتى لا ينشغل الصحابة في تدوين السنة والأحاديث النبوية وينسوا القرآن الكريم.
  • خوفاً على المسلمين من عدم التفريق بين القرآن والسنة.
  • حتى يتمكن الصحابة من فهم القرآن الكريم.

واستغل الكثيرين ما قاله أبي هريرة :” كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا فقال: “ما هذا تكتبون؟”، فقلنا: ما نسمع منك. فقال: ” أكتاب مع كتاب الله؟ “، فقلنا: ما نسمع، فقال: “أكتاب غير كتاب الله؟ امحضوا كتاب الله وأخلصوه”، قال: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد، ثم أحرقناه بالنار. قلنا: أي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتحدث عنك؟ قال: “نعم، تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار”. قال: فقلنا: يا رسول الله! أنتحدث عن بني إسرائيل؟ قال: “نعم، تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنكم لا تحدثون عنهم بشيء إلا وقد كان فيهم أعجب منه”، حيث لا صحة لما ورد عن أبي هريرة، كما أنه بقي نهي الرسول عن كتابة الحديث حتى سمح النبي بذلك، وذلك عندما تأكد من حفظ الصحابة للقرآن وتفريقهم بين القرآن والسنة، وكان هناك محاولات في عهد سيدنا عمر بن الخطاب في تدوين الحديث، إلا أنه مزق كل ما كُتب وقال لم أفعل شيء لم يفعله النبي، لذا أول من أمر بتدوين الحديث هو سيدنا عمر بن عبد العزيز، وذلك في بداية القرن الثاني للهجرة، حيث بعث عامله للمدينة برسالة يقول فيها :”إني أخشى فوت العلم وموت العلماء”، وأول من استجاب لذلك هو محمد بن شهاب الزهري، وهو أول من دوّن بطريقة منهجية الحديث على طريقة الأبواب أو الموضوعات.

Scroll to Top