صح أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان التماسا ليلة القدر فهل يصح اعتكاف من اعتكف بعض الليالي لظروف عمله، الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله عزوجل، للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يوماً أو ليلة أو أياماً أو ليالي، ولقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الاواخر من رمضان، والاعتكاف هو التفرغ للعبادة، والانس بالله تعالى، وفي الاعتكاف قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال بخدمة الخالق، ويدور سؤال المقال حول صح أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان التماسا ليلة القدر فهل يصح اعتكاف من اعتكف بعض الليالي لظروف عمله؟
محتويات
الاعتكاف في العشر الاواخر
أجمع جمهور العلماء على مشروعية الاعتكاف، ومن خلاله يتقرب المسلم لله تعالى، وهو مستحب في العشر الاواخر من رمضان، وجائزة في سائر السنة، والاعتكاف ليس له عدد معين من الأيام، حيث يجوز للمسلم أن يعتكف أي ليلة في المسجد، وفي أي يوم، وفي أي ساعة، وبالتالي لا يتقيد الاعتكاف بزمان، والاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان مستحب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف فيها، وقد ثبت عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنه قضى اعتكافه في شهر رمضان، وفي شوّال، وبالتالي هذا يدل على مشروعية الاعتكاف في كافة أيام السنة.
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان التماسا ليلة القدر فهل يصح اعتكاف من اعتكف بعض الليالي لظروف عمله
يتقرب المسلم من خلال الاعتكاف لله تعالى، ولقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان التماساً لليلة القدر، والكثير من الناس يحرصون على الاعتكاف في العشر الاواخر، ولكن تجد بعض منهم لديه ظروف خاصة تجعله يقطع اعتكافه، فهل يجوز أن يعتكف الشخص بعض ليالي من العشر الاواخر بسبب ظروف العمل، ولقد جاء الحكم الديني لهذه المسألة كما يلي:
يجوز أن يعتكف المسلم بعض العشر، والأفضل اعتكاف العشر كاملا، ولا يوجد من علماء الدين سواء من المتقدمين أو من السلف أقر بلزوم الاعتكاف للعشر فقط كاملا، إنما يجوز له أن يعتكف بعض العشر ويترك البعض، والسنة إتباع الهدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتكفها كاملا.
وإذا قام الشخص بإعتكاف بعض ليالي العشر لظروف مثل ظروف العمل، فإن اعتكاف يصح، لكن عليه أن يقدم ليالي الوتر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تلتمس ليلة القدر في الليالي الوتر، قال صلى الله عليه وسلم: “تحروها فمن كان منكم متحرها فليتحرها في الوتر من العشر الأواخر” فيحرص على أن يدخل ليالي الوتر، وهي أرجى إصابة لليلة القدر.